موضوع منع الغش في الامتحانات وخاصة في امتحانات الثانوية العامة شغل الحكومة وأعضاء مجلس النواب وكل المهتمين بالعملية التعليمية.. أدت هذه الظاهرة التي انتشرت في مصر إلي النيل من سمعة التعليم فيها.. وبالتالي مصداقية المتعلمين لدي مواطني الدول الخارجية وخاصة دول الخليج العربي التي كانت تعتمد علي استعارة المدرسين المصريين للعمل في مدارسها. تعددت أساليب الغش في الامتحانات.. بين تسريبها من المطبعة السرية حيث تم ضبط أحد العاملين فيها وزوجته وأختها.. وبين تخصيص صفحات علي المواقع الإلكترونية لإفشاء أسرار الأسئلة فور توزيعها.. وبين تهريب الأسئلة نفسها من لجان الامتحانات وغير ذلك من الأساليب. وقد اهتمت الدولة بالبحث عن طريقة لمنع الغش.. وعقد المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء اجتماعا للجنة الوزارية الخاصة بتطوير وتأمين امتحانات الثانوية العامة بحضور وزراء التعليم العالي والشئون القانونية والانتاج الحربي والتربية والتعليم وممثلي عدد من الجهات المعنية لبحث استخدام أجهزة التشويش علي لجان امتحان الثانوية العامة لمنع التسريب. واهتم مجلس النواب بهذه الظاهرة وبعضهم أيد استخدام أجهزة التشويش لمنع الغش.. وبعضهم اعترض علي ذلك بحجة أنها مكلفة جدا ولا تتحمل ميزانية الدولة توفير هذه الأجهزة.. ثم انها ستشوش علي لجنة الامتحان كلها.. الطالب المجد.. والطالب الغشاش. وقد أعلن في بعض الصحف أنه سيتم تسليم ورقة الاسئلة مع ورقة الاجابة.. وقال رأي آخر إنه سيتم طبع مادة الاسئلة في صباح اليوم نفسه.. وكلها اجتهادات لم تحقق الهدف منها حتي الآن. الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب كان من بين المعترضين علي استخدام أجهزة التشويش علي لجان الامتحان باعتبار أنها مكلفة للغاية علي الدولة.. وتحتاج الي مبالغ مالية طائلة.. لأن الحكومة ستضر بالتشويش علي جميع اللجان.. كما أن هذه العملية صعبة التنفيذ في الوقت الراهن. وقال في تصريح ل"اليوم السابع" إن هناك وسائل يمكن بها مواجهة الغش وتسريب الامتحانات.. وأننا يمكننا استخدام الخطباء والوازع الديني للتحذير من الغش والتأكيد علي حرمانيته.. موضحا أن هذه الوسيلة جادة لمنع الغش في امتحان الثانوية سواء أكانت عامة أو أزهرية. وأشار د. العبد الي أن الدولة يمكن أن تستخدم الوازع الديني لدي الطالب وولي الأمر والمدرس الذي يقوم بعمليات الغش. وأحب أن أقول للدكتور أسامة العبد إنك باستخدام الوازع الديني انما تتحدث عن المدينة الفاضلة التي يرتدع كل سكانها بهذا الوازع.. لكننا يا سيدي الدكتور نعيش في مجتمع منفلت تماما.. فالخطباء لم يعد لهم دور في التأثير علي سلوك الناس.. فانتشر الفساد في كل انحاء الوطن وزادت الجريمة أضعاف معدلها الطبيعي.. وحل الغش مكان الأمانة.. وزادت حالات السرقة والاعتداء علي المال العام.. وبصراحة نحن نعيش حاليا في فوضي لا متناهية.. حتي إن النفوس خربت من الايمان ليحل محلها الطمع والجشع وخطف ما هو ليس من حقك!! يا دكتور اسامة.. انني أسكن في شارع لا يزيد طوله علي 250 مترا.. وبه اربع مدارس ما بين الابتدائي والإعدادي.. ولو رأيت اخلاقيات الطلبة وما يرتكبونه من جرائم وأولها إدمان المخدرات لتنازلت طواعية عن حكاية الوازع الديني. إن هؤلاء التلاميذ مخربون من الدرجة الأولي.. ولو حاولت أن تنصح أحدا منهم لقابلوك بالاستهزاء.. فالأسرة تركت أبناءها للشارع يأخذون تربيتهم منه والمدرسة عاجزة عن التربية بحكم التكدس في الفصول.. ويكفي أن كل من يترك سيارته في الشارع يعود فيجد أن أقل شيء وهو المرآة مكسورة.. هذا بالاضافة إلي جعلها مكانا لاستراحة التلاميذ ووليات الأمر.. فلا تذكر كلمة الوازع الديني بعد ذلك. نحن مسلمون بالاسم فقط.. ولكن أفعالنا علي النقيض من الاسلام.