* يسأل عطية محمد من الجيزة : كيف فضل الله مصر علي بقاع الأرض؟ وكيف أوجه أبنائي الصغار إلي أهمية المحافظة عليها؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالازهر عزيزي السائل اذا اردت ان تذكر الأهل والأبناء بفضل مصر فقل لهم: مصر هي الساهرة القاهرة الطاهرة. وان آيات القرآن الكريم واحاديث سيد المرسلين تحمل عن مصر الكثير والكثير. فضلا عما ذكره التاريخ. مما يدل ويؤكد علي حقيقة خصوصية مصر ومكانتها في الاسلام.. ورغم بداهة هذا الامر وشدة وضوحه الا اننا اليوم أشد ما نكون في حاجة الي التذكير بهذه الخصوصية من اجل اعادة بعث واحياء الشعور بالولاء والانتماء الوطني في نفوسنا جميعا من جديد بعد ان سعت قوي الضلال والتضليل في الداخل والخارج لاستلاب الوعي وتعتيم الضمير عند المصريين فجعلوا من الدين تجارة. ومن التطرف والدجالة حرفة يأكلون من ورائها سحتا. وينشرون بها الفتنة في ربوع مصر.. بأمل خائب هو الا تبقي ولا تذر علي ثراها من شئ الا ان الله تعالي الحافظ لكنانته يأبي ان يمسها سوء. وهو من ورائها محيط. وعن فضل مصر وفضائلها يحدثنا ابوعمر بن محمد بن يوسف الكندي اول من كتب عن مصر باللغة العربية في كتابه "فضائل مصر": لايعلم بلد من اقطار الارض اثني الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء. ولا وصفه بمثل هذا الوصف ولاشهد له بالكرم غير مصر. ولا غرو ان تكون بما وصفها الخالق العليم مثابة للناس وامناء. وتكون الحاضرة وما سواها بدوا.. الم يعلن ذلك علي لسان سيدنا يوسف عليه السلام.. لقد فضل الله مصر علي سائر البلدان.. كما فضل بعض الناس علي بعض. والايام والليالي بعضها علي بعض وقد فضل الله مصر وشهد لنا في كتابه بالكرم وعظم المنزلة. ونذكرها باسمها وخصصها دون غيرها. وكرر ذكرها وأبان فضلها في ايات القرآن الكريم. ان مصر هي أعظم وطن يشرف كل مسلم بالانتماء اليه ويلوذ به المسلمون من اجل حماية الاديان ومقدساتها وحرمات أهلها. ومصر هي أيضا اقدم وطن عرفته البشرية وقامت علي ارضه اعظم الحضارات وخرجت منها دعوة الهداية علي ايدي رسل الله الذين شرفت بهم هذه الارض الطيبة فكان الانتماء الي مصر في كل وقت شرف لا يدانيه شرف.. ومن ثم فان حب مصر ومساندتها في مواقفها في حماية الاسلام ومقدساته يصبح حكما "بما انزل الله".. وكل من يعمل علي بث الفوضي والعنف في جنباتها والوهن والاضطراب بين أهلها ونشر الاكاذيب والوشايات انما يصرفها عن مهمتها المقدسة والمقدرة لها في الدفاع عن الاسلام ومقدساته انما يحكم "بغير ما انزل الله" بل هو في حكم من يصد عن سبيل الله.. حفظ الله مصر من شرور اعدائها في الداخل والخارج فالله خير حافظا "وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب منقلبون". * وتسأل : عفاف عبدالحليم عشماوي من مصر الجديدة ما هو الحديث الرباني؟ وهل هو الحديث القدسي؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نورالدين من علماء الازهر: الحديث القدسي : يسمي بالحديث الرباني والحديث الالهي: ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم حاكيا عن الله تعالي مع اسناده له عن ربه فهو كلام من الله تعالي فيضاف اليه ونسبته اليه تعالي نسبة افشاء لأنه المتكلم ولأنه المخبر به عن رب العزة: بخلاف القرآن الكريم فإنه لايضاف الي الله تعالي فيقال قال الله تعالي اما الحديث القدسي فيقال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه علي طريق السلف. أو يقال قال الله تعالي فيما رواه عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم علي طريق الخلق. هذا ويفرق بين القرآن والحديث القدسي بفروق اخري هي أن القرآن لفظه ومعناه يوحي جلي وهو ما كان عن طريق الملك باتفاق اما الحديث القدسي فهو اعم من القرآن لانه كما يكون بالوحي الجلي يكون بالخفي كالالهاق والمناق: والقرآن الكريم مقصود به التحدي والاعجاز والقرآن الكريم متعبد بتلاوته: أما الحديث القدسي فليس متعبد بتلاوته والقرآن الكريم يشترط فيه التواتر أما الحديث القدسي فلا يشترط فيه التواتر بل يكون عن طريق الاحاد فالقرآن الكريم منكره كافر .. اما الحديث القدسي منكره غير كافر بل فاسق والقرآن الكريم تصح به الصلاة وهو متعين فيها اما الحديث القدسي لايجزئ في الصلاة والقرآن الكريم يحرم روايته بالمعني بل الواجب اداؤه باللفظ ولان جبريل قال - يحرم علي كل من الجنب تلاوته اما الحديث القدسي فلا تحرم علية تلاوته عليهما والقرآن الكريم يحرم علي المحدث مسه اما الحديث القدسي فلا يحرمه علي المحدث مسه والقرآن الكريم تسمي الجملة منه آية وسورة وقرآنا أما الحديث القدسي فلا يطلق ذلك علي شئ منه.