* يسأل عبد القادر جابر هنداوي من الإسكندرية فيقول: درج بعض الشباب علي سب بعضهم البعض في المجالس والطرق بأسماء الآباء والأمهات. كأن يقول يا ابن كذا وأبوك كذا.. الخ فما رأي الدين في ذلك؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالأزهر: إن للوالدين حرمتهما التي يجب أن تصان عن الاعتداء أو الامتهان في الجد أو اللعب. لأن ذلك من أكبر الكبائر عند الله تعالي ولهذا روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن من اكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه" "أخرجه البخاري". ولاشك أن قول السائل: يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه؟ هو استبعاد من السائل. لأن الطبع المستقيم يأبي أن يلعن الرجل والديه أو والدي غيره. لأن الذي يسب أبا الرجل يجوز أن يسب الآخر أباه. وهذا هو الغالب. ولذا جعل الله تعالي ذلك من أكبر الكبائر لحديث: "من الكبائر عند الله أن يشتم الرجل والديه" "أخرجه الإمام مسلم في صحيحه". * هل هناك هجران جائز؟ وكيف نهجر من عصي الله أو أتي إثما أو فعلا قبيحا؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبد الرحمن المدرس بالأزهر: إن صفة الهجران الجائز شرعا يتنوع بقدر الجرم أو الذنب. فمن كان من أهل المعصية فيجوز ترك الحديث معه حتي يرتدع كما هو في قصة الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك وصاحبيه. وإن كان الغضب بين الأهل والإخوان فيجوز الهجر فيه بترك التسمية مثلا أو بترك بسط الوجه كما هو في خير عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إني لأعرف غضبك ورضاك. قالت: قلت وكيف تعرف ذاك يا رسول الله؟ قال: إنك اذا كنت راضية قلت بلي ورب محمد. وإذا كنت ساخطة قلت لا ورب إبراهيم. قالت: قلت أجل لا أهجر إلا اسمك" "أخرجه البخاري". ويشترك كل من العاصي وغيره في مشروعية القاء السلام والدعاء له بالطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما الترك والهجر فيكون بعدم المودة وترك التودد حتي يهجر المعصية أو يكف عنها. * يسأل جمال سليم مدرس أول علوم فيقول: ما هو الحديث القدسي.. وهل يسمي الحديث الرباني.. أم لا.. وما حكم منكره؟! ** يجيب الشيخ عبد العزيز عبد الرحيم حسن مدير ادارة الهرم بأوقاف الجيزة: الحديث القدسي يسمي بالحديث الرباني والحديث الإلهي .. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم حاكيا عن الله تعالي مع إسناده له عن ربه. فهو كلام من الله تعالي فيضاف إليه ونسبته اليه تعالي نسبة إنشاء لانه المتكلم لأنه المخبر به عن رب العزة بخلاف القرآن الكريم فإنه لا يضاف إلا الي الله سبحانه وتعالي فيقال: قال الله تعالي .. اما الحديث القدسي فيقال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه علي طريقة السلف .. أو يقال قال الله تعالي فيما رواه عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم .. علي طريقة الخلف هذا.. ويفرق بين القرآن والحديث القدسي بفروق أخري وهي أن القرآن ما كان لفظه ومعناه بوحي جلي وهو ما كان عن طريق الملك باتفاق.. اما الحديث القدسي فهو أعم من القرأن لأنه كما يكون بالوحي الجلي يكون بالخفي كالالهام والمنام. والقرآن الكريم مقصود به التحدي والاعجاز أما الحديث القدسي فليس مقصود به التحدي والاعجاز والقرآن الكريم: فتعبد بتلاوته.. اما الحديث القدسي فليس متعبدا بتلاوته والقرأن الكريم.. يشترط فيه التواتر أما الحديث القدسي فلا يشترط فيه التواتر بل ما يكون عن طريق احاد والقرآن الكريم منكره كافر أما الحديث القدسي منكره ليس بكافر بل فاسق. والقرأن الكريم تصح به الصلاة وهو متعين فيها .. أما الحديث القدسي لا يجزي في الصلاة والقرآن الكريم تحرم روايته بالمعني بل الواجب أداؤه باللفظ لأنه يحرم علي كل من الجنب والحائض تلاوته اما الحديث القدسي لا تحرم تلاوته عليهما والقرآن الكريم: يحرم علي المحدث مسه اما الحديث القدسي فلا يحرم علي المحدث مسه والقرآن الكريم تسمي الجملة منه آية وسورة وقرآنا اما الحديث القدسي فلا يطلق ذلك علي شيء منه.