في السادس من اكتوبر عام 1973 بهر المصريون العالم وهم يعبرون قناة السويس أخطر مانع مائي في التاريخ ليمحوا نكسة 1967. جوانب عظمة نصر اكتوبر عديدة فالجيش المصري حطم خط بارليف ولم يلتف عليه كما حدث مع خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية.. ونجح قبل عبوره في إبطال دفاعات اسرائيل الرهيبة مثل أنابيب النابالم التي كان يمكن ان تحول سطح القناة إلي جحيم من اللهب.. كما أذهل جيشنا العظيم العالم وهو يعبر القناة بأدوات بسيطة مثل الحبال والسلالم وعربات الجر والقوارب المطاطية.. ويهدم الساتر الترابي باستخدام مضخات المياه بعد ان تحدي الخبراء بأن قنبلة ذرية لاتستطيع هدمه. والمستفز منذ الذكري الأولي لحرب أكتوبر المجيدة وحتي الذكري الثالثة والأربعين التي نحتفل بها بعد غد تعمد وسائل الاعلام الغربية الخاضعة للنفوذ الصهيوني تجاهل هذا الانتصار العظيم والانجازات الرائعة.. وتستكثر حتي أن تتحدث عن حرب اكتوبر المجيدة علي انها حرب لاسترداد ارض محتلة مثلما تتحدث عن حرب 1948 علي انها حرب تحرير اسرائيل.. واعتبرتها حربا عادية بين دول متجاورة بل تشيد بإسرائيل التي استردت توازنها وقامت بهجمات مضادة ناجحة في اشارة إلي الثغرة وتجاهلت انها تمت بمساعدة امريكية وجسر جوي وأسلحة لم تكن الولاياتالمتحدة قد استخدمتها بعد.. وتجاهلت ملحمة السويس التي قاتل فيها الشعب والجيش والشرطة جنبا إلي جنب ومنعوا اسرائيل من احتلال تلك المدينة العظيمة. والمتوقع بالطبع ان تتجاهل وسائل الاعلام الغربية هذا العام ذلك الانجاز العظيم والتطور النوعي والكيفي والكمي الذي طرأ علي قدرات الجيش المصري وجعلته من اقوي الجيوش في المنطقة ومن اكثرها قدرة علي الانتشاروتنفيذ أصعب المهام واكثرها تعقيداً.. لقد صار جيشنا الأقوي في المنطقة رغم أنف الحاقدين والإرهابيين. يواصل العطاء والإنجازات العملاقة. درعا وسيفا قويا للشعب والوطن. رحمة الله علي الزعيم الخالد انور السادات قائد ملحمة العبور وعلي القادة والجنود الذين شاركوه تلك الملحمة وعلي كل شهيد سقط في تلك المعركة وعلي كل شهيد سقط قبلها ولايزال يسقط دفاعا عن أرض مصر.