كنت قد كتبت منذ شهر عن تجربة خضتها بنفسي لتجديد رخصة سيارتي في وحدة المرور التي أتبعها.. وقد بعث لي زميلي العزيز الأستاذ سامي حامد رئيس التحرير أمس بهذه الرسالة التي وردت إليه من وزارة الداخلية مكتب الوزير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات .. وهذا نصها: السيد الأستاذ رئيس تحرير جريدة المساء تحية طيبة وبعد يهدي قطاع الإعلام والعلاقات العامة لسيادتكم خالص تحياته مقرونة بأطيب التمنيات. بالاشارة لما نشر بصحيفتكم الموقرة بعددها الصادر بتاريخ 26 أغسطس الماضي بشأن كلمة للكاتب محمد أبوالحديد طالب خلالها بتقليص الاجراءات لتسهيل استخراج التراخيص داخل وحدات المرور علي مستوي الجمهورية. نود الاحاطة أن الإدارة العامة للمرور قد اتخذت العديد من الاجراءات التي من شأنها التيسير علي المواطنين حال ترددهم علي مختلف وحدات المرور.. ومن أبرزها ما يلي: * تفعيل منظومة الشباك الواحد في بعض وحدات المرور وجار العمل علي تعميمها بكافة الوحدات. * تم تفعيل خدمة فوري لتحصيل كافة الرسوم والضرائب والمخالفات دون انتقال المواطن إلي وحدة المرور ونيابة المرور وجاري تعميم تلك الخدمة علي مستوي الجمهورية حيث أنه تم تفعيلها بادارات مرور القاهرة والجيزة والإسكندرية. * لا يستلزم قيام المواطن بشراء حقيبة الاسعاف والمثلث وطفاية الحريق كل مرة يتم فيها التجديد إذا ثبت صلاحيتها للاستخدام. * كما نود الاشارة إلي أن الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية لا تدخر جهدا في مجال تطوير العمل داخل وحدات المرور واتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها التيسير علي المواطن وسرعة إنهاء إجراءات التراخيص. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير. انتهت الرسالة. وأرجو ألا يغضب سيادة اللواء إذا قلت له. إنه كتب رده هذا من مكتبه.. بينما كتبت أنا ما كتبت من الطابور علي مدي ثلاثة أيام في وحدة المرور التي أتبعها. لذلك لا أملك إلا أن أكرر عليه ما قاله الهدهد لسيدنا سليمان عليه السلام: "أحطت بما لم تحط به. وجئتك من سبأ بنبأ يقين" صدق الله العظيم. الفرق شاسع يا سيدي بين ما ذكرته في ردك وبين الواقع الفعلي. علي الأقل في الوحدة التي خضت فيها التجرية بنفسي. وهي بالمناسبة تتبع احدي المحافظات الثلاث التي تقول انه تم تفعيل خدمة "فوري" لتحصيل الرسوم في إدارات المرور بها. بينما لا يوجد أثر لذلك علي الاطلاق. أما مسألة تفعيل منظومة الشباك الواحد في بعض الوحدات. فرغم ان الرسالة لا تتضمن أي معلومة تؤيد ذلك. مثل عدد تلك الوحدات. وفي أي محافظة. فإن العبرة ليست بالشباك الواحد. طبق يا سيدي منظومة الشباك الواحد. ثم ضع فيه موظفا يضطرك إلي الخروج من الطابور عشر مرات. في كل مرة يطلب ورقة. أو نموذجا. أو ختما. أو توقيعا. بينما الملف بين يديه ويستطيع بنظرة سريعة شاملة أن يجمع كل نواقصه ويطلبها مرة واحدة.. وهذا ينسف التجربة. كما أنه لا يوجد دليل استرشادي يوضح لطالب الرخصة كل الأوراق والخطوات والاجراءات والأختام والتوقيعات اللازمة لاستيفاء طلبه أو ملفه. إن الوحدة التي كتبت عنها ومنها. تخصص مثلا شباكاً لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.. وهذا أمر جيد لكن من يعمل به. يتعامل معهم بنفس الأسلوب. لدرجة أن بعضهم غادر لعدم قدرته علي الاستمرار في المشاوير التي يحتاجها تنفيذ الطلبات المتقطعة. ثم عاد في اليوم التالي بصحبة ابنه أو ابنته الشابة. ليقف هو في الطابور. بينما يتولي الابن أو البنت الحركة. لقد كتبت عن تجربة ميدانية شخصية. بهدف بيان ثغرات في نظام العمل وكشف معاناة الجمهور. وتحريت عدم ذكر اسم الوحدة تجنبا للاساءة إلي أي أحد. أو التقليل من أي جهد يبذل. ولأني رصدت أوضاعا يمكن أن تنطبق علي أي وحدة.. "إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت" وهذا ما أتمني أن نتفق عليه بعيدا عن الردود المكتبية التي تنتمي إلي الماضي.