حلّ هذا الأسبوع موعد تجديد رخصة سيارتي. فقررت ان أخوض التجربة بنفسي في وحدة المرور التي أتبعها. واقفاً في الطوابير. ومتنقلاً بين الشبابيك والمنافذ. ومهرولاً بين ثلاثة مبان تتوزع فيها الإجراءات العادية المقررة لكل المتعاملين. دون اللجوء إلي رئيس الوحدة. أو "الاستعانة بصديق" من زملائي خارجها. علي غرار المتسابقين في برنامج جورج قرداحي "من سيربح المليون". أتحدث اليوم فقط عن الإجراءات وكيف أننا نهتم بالمستثمرين وراحتهم فندرس تطبيق ما نسميه بنظام "الشباك الواحد" الذي يتعامل معه المستثمر في كل الإجراءات المتعلقة بمشروعه من الألف إلي الياء. بينما أتحدي أن يكون أحد ممن تعاملوا مع وحدات المرور بل وممن يعملون بهذه الوحدات قد استطاع ان يحصي عدد الشبابيك التي يتعامل معها المواطن طالب رخصة السيارة لأول مرة أو التجديد أو رخصة القيادة. أيضاً فإن إجراءات استخراج أو تجديد أي من الرخصتين قد تقتضي من صاحبها يوماً كاملاً.. وقد لا تنتهي فيه ويحتاج للعودة مرة أخري وربما مرات إذا ظهرت عقدة ما في طلبه. أتذكر في البداية انه منذ سنوات كان هناك اتفاق بين وزارة الداخلية وهيئة البريد يتيح لطالبي رخص تسيير السيارة دفع الضريبة ووثيقة التأمين في مكاتب البريد. وهما أهم إجراءين في طلب الرخصة أو تجديدها. لأن صاحب السيارة يستطيع بايصال سداد الضريبة والتأمين قيادة سيارته حتي بعد انتهاء مهلة الثلاثين يوماً الإضافية المقررة لفقدان رخصته صلاحيتها الكاملة. كان ذلك نجاحاً كبيراً لوزارة الداخلية نقلت من خلاله كتلة بشرية كبيرة من طالبي الرخص من طوابير وحدات المرور إلي مكاتب البريد علي الأقل في هذين الإجراءين. ولأن مكاتب البريد أكثر عدداً وأوسع انتشاراً من وحدات المرور فإن هذه الكتلة البشرية الكبيرة توزعت بينها فلم تشكل ضغطاً ملموساً عليها. وبالتالي أراحت المواطن أيضاً ويسرت له الانتهاء من هذه الخطوة داخل مكاتب الربيد دون طوابير طويلة. ولا تعرض لحرقة الشمس أو لسقوط المطر. فجأة.. تم إلغاء هذه الخطوة وإعادة دفع الضريبة ووثيقة التأمين إلي وحدات المرور.. لماذا؟.. لا أحد يدري. رغم ان الطرفين وهما "الداخلية" و"البريد" موجودان.. إلا إذا كنا نكره النجاح ويسيؤنا أن يشعر المواطنون بالارتياح. ما علينا.. ننتقل إلي نقطة أخري. بديهي أن أول إجراء في استخراج ترخيص هو أن تقدم طلباً بذلك.. والطلب عبارة عن نموذج يملأ صاحبه بياناته ويوقعه. في الماضي كان المعتاد ان استخراج ترخيص لأول مرة أو تجديد تريخص يتم لمدة سنة واحدة والطلب بالتالي عبارة عن نموذج واحد أو ورقة واحدة. فلما تم السماح بإمكانية ان يكون الترخيص لمدة ثلاث سنوات نسيت وزارة الداخلية أو الإدارة العامة للمرور ان تطبع نموذجاً جديداً لطلب الرخصة أو تجديدها لثلاث سنوات وأبقت علي نموذج السنة الواحدة وعلي الطالب أن يشتري 3 نماذج ويملؤها بنفس البيانات. وهذه مسألة في منتهي الغرابة. فلو كان ذلك مستحيلاً مثلاً لأسباب فنية أو إدارية أو لوجيستية أو أي أسباب أخري فلماذا أصبح تقدير وسداد ضريبة الثلاث سنوات بورقة واحدة وليس بثلاث. وبوثيقة تأمين واحدة وليس بثلاث؟! وإذا كانت المسألة مجرد تحصيل أموال وهي ثمن النماذج الثلاثة فمن السهل ان تصبح نموذجاً واحداً بسعر الثلاثة.. وإلي الغد إن شاء الله.