في إطار سعيه لتسويق خطبة الجمعة الموحدة. ينشر وزير الأوقاف نص الخطبة كل جمعة ليقنعنا بجمال موضوعها وحاجة المجتمع إليه. المعترضون علي خطبة الجمعة الموحدة. معترضون عليها من حيث المبدأ بصرف النظر عن الموضوعات التي تتناولها. إنهم يرفضون تحويل الأئمة والدعاة من خطباء مجتهدين ومجددين. إلي مجرد قراء لما يمليه عليهم وزير الأوقاف أو رجاله أو لجانه في خطب مكتوبة. وبنفس القدر. فهم يرفضون تجميد الخطاب الديني في قالب واحد وتحويل جموع المصلين إلي تلاميذ في مدارس الحكومة. في وقت يهجر التلاميذ هذه المدارس هربا من نمطية التعليم فيها. والوزير يعرف ذلك جيدا. ولكنه يحاول الالتفاف عليه. وينشر نص الخطبة الموحدة المكتوب. وكأنه محل الاعتراض والرفض في محاولة لإحراج المعترضين والرافضين. وآخر نص نشرته وزارة الأوقاف لخطبة مكتوبة. يتحدث عن ¢النظافة كسلوك إنساني متحضر¢. وهو موضوع طالما طرقه وتحدث فيه خطباء المساجد آلاف المرات قبل أن يولد الوزير وبعد أن أصبح وزيرا. دون أن يتلقوا به توجيها من أحد. ودون أن يحتاجوا فيه إلي ورق مكتوب يفرضه عليهم أحد. وهكذا سنجد كل موضوعات خطب ¢جمعة¢ الموحدة القادمة. أين التجديد في الخطاب الديني بهذا الموضوع؟! وهل هذا هو السلاح الذي يظن وزير الأوقاف بأنه قادر به علي كبح جماح التطرف والمتطرفين. ومحاربة الإرهاب والإرهابيين؟! إن كان يظن ذلك فتلك وسيلة العاجز عن تحديد موضع الداء ومواجهته مواجهة حقيقية بالجهد الفكري والميداني المطلوب وليس باستسهال القضية واختزال الحل. إنه يذكرنا باسلوب فرعون. عندما قيل له إن طفلا سيولد في المدينة وان هلاكه - أي فرعون - سيكون علي يد هذا الطفل. فما كان منه إلا أن أمر بقتل جميع المواليد إحياء لشخصه وملكه. لدينا دعاة للفكر المتطرف يسعون لنشره بين الناس هذا صحيح.. الحل هو أن نحددهم. ونحصرهم. ونحاصرهم في الأماكن التي يطلقون دعواتهم منها. ونواجههم بأئمة ودعاة وخطباء مجيدين ومجددين وقادرين علي مقارعتهم وإبطال حججهم وتأثيرهم بين الناس. وهو ما يحتاج إلي جهد وتخطيط يبدو أن وزير الأوقاف غير قادر عليه. إن دعم الائمة والدعاة والخطباء بكل وسائل المعرفة والبحث. أجدي مليون مرة.. لأنه يجعلهم أقدر علي المواجهة الميدانية. والمناظرة. والرد علي اسئلة الجمهور. بدلا من انتظار الخطبة الموحدة من الوزارة. لقد احدثت خطبة ¢جمعة¢ الموحدة فتنة بين الوزارة والأزهر. وها هي هيئة كبار العلماء برئاسة فضيلة شيخ الأزهر ترفضها من حيث المبدأ.. ولسنا في حاجة إلي مزيد من الفتن.. فالفتنة نائمة.. ولا نريد لوزير الأوقاف أن يبوء بذنب ايقاظها. لا نريد خطبة موحدة تشق صفوف الدعوة والدعاة في أمة نريدها موحدة.