ما سر هذا التراجع الفني والنكوص والافلاس الدرامي الذي اعتري الفن المصري في السنوات الاخيرة. حتي افقده مذاقه الاصيل ولونه المميز. وقدرته علي المنافسة في عصر السماوات المفتوحة. وما سبب هذا التدني وغياب الاحترافية والمهنية. هل حقا ودعنا زمن الفن الجميل بلا رجعة! كم بلا كيف. عشرات وعشرات وحشد هائل من الاعمال الدرامية والمسلسلات والبرامج. ولكنها دون المستوي وغير مقنعة! في دراما رمضان 2016 الافكار كانت مكررة والحوارات تقليدية ومملة. واللغة متدنية لم تراع حرمة الشهر الفضيل والحبكة الدرامية غائبة. فلا تشويق ولا متعة في هذا الزحام الكبير. وكأن معين الابداع الفني قد نضب! دراما هذا العام إلا فيما ندر لم تحاك الواقع وانفصلت عنه جزئيا وقدمت صورا مشوهة وغريبة عن المجتمع المصري وخليطا ممجوجا من القضايا الهامشية وقضايا المخدرات والجنس والجريمة ولم تهتم بقضايا بناء الوطن في هذه المرحلة الانتقالية وما يواكبها من حراك اجتماعي وتنموي. تتنقل كثيرا بين عشرات الفضائيات عسي ان تجد حوارا هادفا أو رواية متميزة ولكن دون جدوي فالقصص أغلبها مستوردة ومستعارة من الخارج ولم يفلح صناع الحبكة الدرامية اسباغها بحرفية كي توائم طبيعة الشخوص المصرية! وكل ما تتصور من "وقحات" وسخافات من برامج المقالب التي أصبحت بلا ضابط ولا رابط يحكمها الممول والاعلان ونفوذ رجال الاعمال! لقد اصبح وأمسي الفن المصري في مأزق حقيقي ولم تعد الدراما المصرية تحظي بخصوصيتها وطابعها الخاص ولا نعرف السبب الحقيقي. هل غياب النص الجيد. ام طغيان أعمال المقاولات أم سطوة الاعلانات والتي اصبحت توجه القنوات حول نوعية البرامج والمسلسلات. أم حالة من التوهان والضبابية تضارع الواقع الحياتي المر للمصريين بعد الثورة؟ وحتي أكون منصفا الومضة المضئية في مولد رمضان هذا العام كانت إعلانات محاربة الفساد والبيروقراطية ولافتات ترشيد الكهرباء والدعوة لشعار "صنع في مصر"!! في زمن التغيير الناس في بلادي في حاجة إلي فن فريد متنوع وبرامج راقية تعبر عن همومهم وتطلعاتهم ورؤيتهم للمستقبل بواقعية وبدون مبالغة وتطرح حلولا غير تقليدية للمشكلات. فن يعبر بصدق عن الواقع ويسعي لتغييره للافضل!! صناعة الدراما المصرية في أزمة حقيقية ولابد من وقفة لاعادة تصحيح المسار قبل فوات الاوان!