لا أدري كم عدد الأحزاب في مصر.. ولا أعرف اسم أي حزب منها. سوي ثلاثة أو أربعة أحزاب مثل الوفد والتجمع والمصريين الأحرار والحزب الناصري.. لكن يُقال إن عددها في مصر يمكن أن يصل عدة عشرات. بعض هذه الأحزاب تطالب بأن يكون للأحزاب ميزانية خاصة داخل الموازنة العامة للدولة. باعتبار أن هذه الأحزاب تعد من أهم سبل السياسة علي الساحة. ويجب دعم الدولة لها. نحن نعلم جميعاً أن الموازنة العامة للدولة تعاني عجزاً.. لأن المصروفات تفوق الدخل عدة مرات.. ونعلم أن الدين العام للدولة وصل إلي معدل غير مسبوق. بحيث يوازي الناتج العام. والميزانية عاجزة عن أن تفي بالخدمات الضرورية للدولة مثل التعليم والصحة وغيرهما.. فإذا أضفنا إلي ذلك تخصيص دعم للأحزاب السياسية. فإنه سوف يثقل كاهل الموازنة العامة للدولة أكثر مما هو مثقل الآن. الأستاذ أمين راضي. الأمين العام لحزب المؤتمر. هو الذي طالب الدولة بدعم الأحزاب القائمة من ميزانيتها.. وهو يعلم تماماً أن هذه الميزانية لا يمكن أن تتحمل أعباء جديدة. حجة الأستاذ أمين راضي. أن هناك جماعات خارجية تقوم بتمويل بعض الأحزاب التي تحاول التقرب من المواطنين في الشارع.. ولذلك من الأفضل أن يكون تمويل الأحزاب من الدولة حتي يتضح للجميع مصادر التمويل. وحتي لا يكون هناك هدف وراء تمويلها. والسؤال للسيد أمين عام حزب المؤتمر: هل دعم الدولة للأحزاب سيجعل بعض الأحزاب التي أشرت إليها والتي تمول من الخارج ستمتنع عن مد يدها لهذه الجهات؟!.. أم أنها ستفوز بالحسنيين معاً من الداخل والخارج؟!.. وعلي الجهات الرقابية أن تكشف الأحزاب الممولة من الخارج. لقد حذر الأستاذ ناجي الشهابي. رئيس حزب الجيل من تزايد عجز الموازنة العامة للدولة.. وقال إن هذا يعني فشل الحكومة في معالجة هذا العجز. وضغط الإنفاق العام وتدبير موارد مالية حقيقية للموازنة العامة ولمشروعات الخطة الطموحة للرئيس عبدالفتاح السيسي. وقال إن إجمالي دين الموازنة العامة للدولة المحلي والخارجي ارتفع لأول مرة إلي 2 تريليون و545 مليار دولار بنسبة 8.91 من إجمالي الناتج المحلي. وذلك يتطلب تغيير السياسات المالية والاقتصادية. وعلي العكس من حزب المؤتمر أعلن الأستاذ شريف حمودة. عضو الهيئة العليا لحزب الوفد. رفض الحزب تمويل الدولة للأحزاب السياسية في مصر. لأن ذلك سيفقدها استقلاليتها. وقال إنه ينبغي علي الأحزاب خلق مواردها وتمويل أنفسها من خلال الأعضاء. حتي يكون لها كيان مستقل وتمارس دورها بشكل صحيح. نحن لا نريد في مصر أن تتشكل أحزاب كرتونية كما يقولون حيث تختمر فكرة في عقل أحد الأشخاص. فيعلن عن تشكيل حزب ويجمع معه بعض الأشخاص دون أن يكون لهذا الحزب ظهير شعبي يسنده في أي انتخابات يتنافس فيها.. ويكون هذا الحزب معتمداً علي الدعم الذي تدفعه الدولة من موازنتها العاجزة أصلاً. ويذهب هذا الدعم إلي رئيس الحزب وبعض معاونيه. علينا أن نتذكر جميعاً أنه في عهد ما قبل ثورة 25 يناير 2011. كانت هناك أحزاب تدور في فلك الحزب الوطني الذي تم حله الآن لإظهار أن مصر تزخر بأحزاب كثيرة دليلاً علي أن نظامها ديمقراطي.. وكان هذا مظهراً كاذبا لأن معظم هذه الأحزاب كانت في خدمة الحزب الوطني. ولعلنا نتذكر جميعًا أن رئيس أحد هذه الأحزاب. كان يأخذ دعم الدولة لنفسه. لأنه لم تكن للحزب أي كوادر شعبية. الأحزاب الحقيقية هي التي تمول نفسها من خلال اشتراكات الأعضاء. ومن أثرياء هذا الحزب. إذا كان به أثرياء.. أما دعم الحكومة فمرفوض تماماً.