بدأ العد التنازلي لليالي رمضان وكذلك مسلسلاته واتضحت الرؤية بالنسبة لكثير من الأعمال. فالبعض جذب المشاهدين والبعض الآخر انصرف عنه لرداءته فنيا وإخراجيا. علي قمة هذه المسلسلات الفاشلة من وجهة نظري وأيضاً كما أعلن صندوق مكافحة الادمان وجمعية حماية المستهلك مسلسل "الكيف" حتي الآن لم نر سوي جلسات الحشيش للمزاجنجي وصبيانه والتفنن في الخناقات والردح بين "سليم البهظ" أحمد خليل وطليقته "زينات" لوسي وحتي وجود بعض الكوميديانات مثل ياسر الطوبجي وايمان السيد وبيومي فؤاد "أبو رنة" لم يفلح في التقليل من ثقل ظل المسلسل وأحداثه. فالدكتور صلاح "أحمد رزق" لم يكتف بتصنيع الخلطة البديلة للحشيش لكنه اتجه هو الآخر لتعاطيه وشرب الخمر أيضاً "هو حد ضربه علي إيده" والسبب ارضاء زوجته "ميريهان حسين" وتلبية طلبات ابنه الوحيد "كوكي". وعندما يكتشف "جمال المزاجنجي" ان "مستورة" أخت "الكرف" الذي يشتري منه الحشيش هي التي جرت والدته للادمان يتشاجر معه وينتهي الأمر بأن يصالحه "الكرف" بقطعة حشيش أفغاني أصلي "ويا عيني ع الصلح"! ومن المسلسلات التي غفلت عنها الرقابة علي المصنفات "أبو البنات" لمصطفي شعبان والراقصة صافيناز التي أتحفتنا حتي الآن ب 4 رقصات من فنها ويبدو ان الرقابة انخدعت باسم المسلسل وأعتقد انه يناقش مشاكل قريبة البنات والحقيقة انه حتي الحلقة رقم 19 لم نجد لبنات "فارس حظو" مشاكل إلا علي الهامش مشهدين أو ثلاثة كل عدد من الحلقات لكن الأصل مغامرات فارس حظو مع الحسناء وغزواته الغرامية وأحدثها زواجه بالراقصة صافيناز التي تظهر بشخصيتها الحقيقية والتي تزوجها فارس خاصة ان أصغر بناته "جنا" بتموت فيها لدرجة انها تعلق صورها في غرفتها "يا راجل حرام عليك"! اعتبر اسم المسلسل ووجود البنات الثلاث "سارة" و"نور" و"جنا" استغلال رخيص من صناع المسلسل للأطفال لترويج دراما سيئة بين الصغار فعمل معقول عندما تحتفل مدرسة البنات بعيد الهالوبين يذهب فارس وزوجته للحفل لنفاجأ بها ترقص والبنات حولها سعداء!! ولا تنتهي مغامرات فارس عند هذا بل هو بطل عندما اكتشف في آخر الحلقة رقم 19 ان "فريدة" ابنة جاره رجل الأعمال الشهير قد تم خطفها وتستغيث أمها به يسارع بسيارته ليلاحق الخاطفين محاولا استرداد الفتاة ومن هنا يثور التساؤل: أين أمن الفيلا المخصصون لحراسة رجل الأعمال وأسرته!! مثال آخر لسوء استغلال الأطفال في الدراما هو مسلسل "صد.. رد" لو جاز ان نطلق عليه مسلسلاً: فالطفل معاذ نبيل موظف لانتزاع الضحكات علي مواقف البلطجة والصياعة التي يمارسها وكلها ساذجة وعقيمة منها مثلاً تصوير إعلان يبدو فيه الطفل معاذ يحاول التحرش بجارته شيماء سيف - تمثيل طبعاً - لكن هل هذا تمثيل!! وهل هذا فن!! لعل مسلسل "سقوط حر" من المسلسلات القليلة التي يظهر فيها الأطفال بصورة ايجابية وهامة في الدراما فنجد آدم ابن ملك يحاول التكيف مع غياب والدته في المصحة ويقيم صداقات مع جيرانه في الحي الشعبي حيث انتقل للاقامة مع عمته والتي رغم كرهها "لملك" المتهمة بقتل شقيقها والد آدم الا ان العمة "علا" حريصة علي معاملة آدم بكل حب وكذلك يتعامل معه أولادها بنفس الطريقة بل عندما تتشاجر مع آدم كنوع من التوجيه له يتدخل ابنها حتي لا تخرج الأم عن شعورها وتقول لآدم ان أمه قتلت أباه. المسلسل رغم خلوه من العنف والتحابيش الدرامية الأخري لكنه بطيء جداً في أحداثه فحتي الآن.. لم تتضح أي تفاصيل في قضية مقتل ندي أخت ملك وزوجها وما نراه معظمه حوارات بين المرضي في المصحة وكذلك الأطباء النفسيين. أما مسلسل "فوق مستوي الشبهات" فمازالت الأحداث تتحرك ببطء حول مقتل د. جلال العوضي ومحاولات "رحمة" لالصاق التهمة بجارتها إنجي ويصيبه البطء أيضاً لكن يسرا كان لها مشهد رائع عندما ماتت أمها بين يديها وظلت تبكي وهي تقول أنها كان تحتاج لها ونادمة علي حرمانها من زيارة ابنتها الأخري "مها". وبمناسبة المسلسل لماذا تصر "دينا" - نجلاء بدر - علي اصطحاب طفلها معها في كل زيارة لعشقها "عمر" - أحمد حاتم - هل اثبات انها رغم خيانتها لزوجها انها أم مثالية!! مسألة غير منطقية درامياً خاصة ان هناك مربية خاصة للطفل يمكن ان تتركه معها أثناء زياراتها للعشيق! وأخيراً في مسلسل الخروج "لظافر عابدين وشريف سلامة" نكتشف أن كليهما منحرف "فعمر - ظافر عابدين - اتجه للتعاطي حتي ينسي انه السبب في مقتل اللواء صالح وناصر - شريف سلامة - خمرجي ومغامر أيضاً لدرجة انه يستخدم سلاحه الميري في لعب القمار!! ثم لماذا تبدو الحلقات في كثير من مشاهدها مظلمة لدرجة يصعب علينا كمتفرجين ان نتبين ماذا يحدث وأنا أري ان الغموض هنا ليس مبرراً لاظلام الشاشة في أعين المشاهدين!!