إذا كانت كل الاستفتاءات التي تعقب كل موسم رمضاني لاختيار الأفضل في التمثيل والكتابة. فأقترح أن تخصص جائزة لأسوأ الأعمال وأكثرها إسفافاً ومن الآن ودون الالتزام بمعايير النقد أرشح كلاً من "الكيف" و"بنات سوبرمان" و"صد.. رد" للتنافس علي هذه الجائزة. ورداً علي المقولة البليدة "اللي مش عاجبه يغير القناة" أجدني مصرة علي متابعة هذه الأعمال الهابطة فنياً حتي نهايتها لإثبات أن "الكتاب يبان من عنوانه" مقولة صادقة. "الكيف" الذي قال مخرجه محمد النقلي في أكثر من حوار قبل بدء رمضان إنه يتناول كل أنواع "الكيف" مثل إدمان الإنترنت وغيرها. لكن من الحلقة الأولي وحتي العاشرة لم نجد إلا كلاماً وقعدات للحشيش. ويترأسها المزجنجي "باسم سمرا" وفرقته. ورغم صعوبة اختيار أمثلة للألفاظ الغريبة التي يبتكرها المؤلف أحمد أبو زيد. أو ربما نقلها من جلسات واقعية لكن أذكر مثالاً: عندما يقول "بيسة" سعد الصغير للمزاجنجي "الصاحب لصاحبه إيه غير شيشة وحشيشة وليّ بيدور"!!.. منكم لله.. ومحاضرة ألقاها كبير تجار الحشيش "سليم البهظ" أحمد خليل لأحد معاونيه عبدالله مشرف في كيفية خلط الحشيش الأصلي بمادة أخري وبيعه بأعلي الأسعار. وحتي في حفل عيد ميلاد ابنة البهظ نادية خيري والتي أحياها المطرب الشعبي جمال المزاجنجي نسمع كلمات الأغنية تتضمن ابتكاراً جديداً في عالم الإسفاف والابتذال لكن الابنة ترقص علي أنغامها وكذلك أمها "زوزو" لوسي التي أرادت كما جاء علي لسانها أن تفك خشونة الركبة بعد سنين طويلة بعيدة عن الرقص. ولمزيد من الافتعال وفبركة الأحداث تستمر الحاجة "تحية" عفاف شعيب في تناول الأقراص المخدرة التي ترسلها الخادمة "مستورة".. والغريب أن زوج تحية وأولادها خاصة د.صلاح أحمد رزق يتعجبون من عدم تخلص الحاجة من الإدمان وكيفية وصول الأقراص لها. ويبدو أنهم نسوا أن معها موبايل تستطيع أن تخلص نفسها وتطلب ما تريد. حتي خناقات الحاجة مع زوجها مفتعلة وساذجة وحزينة أن تقبل عفاف شعيب هذا الدور الذي لا يفيد ولن يتعاطف معاه أحد. ولن يضيف لرصيدها الفني بل يخصم منه. أما مسلسل "بنات سوبرمان".. فمازال عبارة عن فواصل من الإفيهات المقتبسة في معظمها من أعمال أخري.. مثلاً المشهد بين هندية انتصار وأحد أقاربها الذي جاء من البلد يتقمص نفس الدور الذي أداه الراحل فايز حلاوة في مسرحية "حضرة صاحب العمارة" في الستينات بطريقة تقطيع الجمل. والجلسة علي الكنبة والطاقية التي يضعها علي رأسه والفارق أنه أثقل ظلاً من الراحل الكبير.. أما البنات الثلاث شيري عادل وريهام حجاج ويسرا اللوزي فقد جمعتهن في أحد المشاهد جلسة نميمة قالت فيها شيري عادل إنها شاهدت مروان كريم عفيفي ابن خالها قرني وهو يقف أمام الثلاجة "لابس الشراب فقط" فاكرين عادل إمام في مسرحية شاهد ماشافش حاجة وانه عندما سألته عن السبب رد عليها بلفظ خارج هذا اللفظ ذكرته شيري عادل لكن إدارة القناة استخدمت الطريقة التقليدية باستخدام صفارة مكان اللفظ. لكن هذا اللفظ أو الصفارة تكررت في هذه العقدة 6 مرات يعني كل بنت ذكرت الكلمة مرتين شوفو الأدب ومن يرد أن يعرف الكلمة يلجأ إلي اليوتيوب!!.. وعن مسلسل "صد.. رد" حدث ولا حرج.. مازال الثلاثي علي ربيع وأوس أوس ومحمد عبدالرحمن يواصلون اسكتشات السخافة والهيافة حتي بعد أن رزقهم الله بعمل في إحدي القري السياحية بالغردقة. نجدهم ساخطين دا الحال عاجبهم مع الاستمرار في الهبل عندما نجد "أوس أوس" الذي يعمل "roomService" يقتحم إحدي الغرف وينام بين نزيل أجنبي وزوجته مدعياً أنه يشعر بالحنين لأسرته!!. ومازالت جرائم القتل تتوالي في المسلسلات فقد انتهت حلقة أمس الأول في مسلسل الميزان بالعثور علي "لينا" هنا الزاهد ابنة جمال صبري فواز رئيس القناة مذبوحة من الرقبة في أحد المخازن وفي مسلسل "الخروج" يتم قتل معتصم طليق المحامية ليلي درة وطبعاً سوف يتم اتهامها بقتله لأنها طلبته علي الموبايل وسجلت رسالة بصوتها تهدده بأنها ممكن أن ترتكب أي شيء لتستعيد ابنها منه!!. ولم تخل الحلقة أيضاً من بعض التحابيش الأخري. عندما حاولت شهيرة علا غانم أن تقتل بيكو القواد بجرعة مخدرات زائدة. فتحاول إغراءه ونري مشهداً مركزاً في تحضير الجرعة لكنه يكتشف أنها تريد قتله فيتشاجران وتهددهما اختها الصغري "عزة" رانيا منصور بأنها سوف تقتل نفسها إذا لم يتوقفا عن الشجار!!. وفي مسلسل "فوق مستوي الشبهات" نري النجمة يسرا د.رحمة تشرب الخمر ربما للمرة الثالثة وهي تواجه طليقها عز سيد رجب بأنه الذي خطط لخطف أمها وسوف تنتقم منها.. ويسرا خرجت عن التقاليد التي وضعتها لنفسها عند ظهورها في دراما رمضان. فلا نجد أي مبرر لشرب الخمر "wine"شبه الثابت كما طلبت من خادمتها الفلبينية "mimi" وهي تواجه طليقها.. وماعدا ذلك فلا جديد في المسلسل "كلام * كلام" داخل لوكيشن الكومباوند!!.