التواكل صفة لا يعرفها الإسلام ولا يرجوها لأتباعه. إذ أن التواكل إهمال حركة العقل الذي كرم الله الإنسان به. وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يعقل أحدهم دابته قبل أن يطلب من الله الحفاظ عليها. قائلاً: "اعقلها وتوكل" راسماً بذلك للمسلمين ضرورة اتخاذ الأسباب لتحقيق الأهداف ومن ثم فإن التوكل لا التواكل هو إتيان كل الأساليب وارتياد كل الطرق التي من شأنها أن تحقق رغبة الإنسان وطموحه.. قديماً قالوا إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.. وجهد الإنسان بإخلاص في سعيه نحو هدفه هو الدرب الذي يجب علينا أن نطرقه ونتخذ من العمل والجد أسباباً لتحقيق المآرب والآمال. وهذا الوطن لن ينهض بالدعاء ليلاً أو نهاراً دون عمل ودون فكر ودون تخطيط.. إذا كنا جادين في النهوض به فالطريق إلي ذلك هو اتخاذ كافة الوسائل الفكرية والعملية لنراه منافساً بين الأمم.