شهد ميدان التحرير الليلة الماضية أحداثاً ساخنة حيث هاجم بعض البلطجية من الباعة الجائلين المدججين بالسلاح الأبيض أفراد أمن بوابة عبدالمنعم رياض وتمكنوا من إصابة ستة من أفراد الأمن بإصابات مختلفة منها طعنات في البطن وجروح وكدمات متفرقة في الجسم وتم نقل المصابين إلي عيادة شباب ماسبيرو لإسعافهم ونقلوا الحالات الخطيرة إلي مستشفي المنيرة. ساءت حالة من الهياج داخل الميدان عقب أحداث البلطجية مما أضطر المعتصمون إلي رفع أسحلتهم من عصي خشبة وصوائق كهربائية واتجهوا نحو جميع بوابات الميدان لتأمينها لمنع وصول أي بلطجية داخل الميدان. من ناحية أخري انقسم المعتصمون في الميدان حول فض الاعتصام أو استكماله عقب أحداث "جمعة لم الشمل" الماضية التي خرج فيها التيارات الإسلامية عن النص المتفق عليه من قبل بخصوص اللافتات والهتافات والمطالب. أكد المعتصمون المؤيدون لاستمرار الاعتصام انهم لن يتركوا الميدان حتي تتحقق مطالب الثورة التي اعتصموا لتحقيقها بالرغم من فض أكثر من 35 حركة وائتلاف اعتصامهم واعتراضاً علي أحداث جمعة "لم الشمل" والتي خرج فيها الإسلامييون عن النص المتفق من قبل بينما أشار المؤيدون لفض الاعتصام إلي رغبتهم في تعليق الاعتصام حتي نهاية شهر رمضان الكريم وكذلك انتظار نتائج محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي. تقول سمية عبداللطيف من جبهة "ثوار التحرير" الميدان حالياً لم يتفق فض الاعتصام نهائياً ولكن من الممكن ان يتم تعليق الاعتصام حتي إجراء محاكمة مبارك والعادلي وبعدها نعود مرة أخري لتحقيق باقي المطالب. ويقول محمد حسين المتحدث باسم حركة 6 ابريل ان هناك الكثير من الحركات والأحزاب لم تغادر الميدان كما أشيع مثل حركة من أجل العدالة والحرية وحركة كفاية وحركة دعم البرادعي وحزب الجبهة الديمقراطية وجبهة عمرو واكد. تشير سميرة عبدالفتاح ان الميدان منقسم حاليا حول استكمال الاعتصام لانهم لم يستطيعوا توحيد حقوقهم وهو الأمر الذي جعل الكثير من الحركات تقدم علي فض اعتصامها. ويقول عبده أحمد- عاطف الحوفي من لجنة الأمن الداخلي بالميدان ان الإخوان حاولوا استعراض عضلاتهم في الجمعة الماضية مما جعل الكثير من المعتصمين تنفر من الميدان الذي شاع فيه الفوضي والفئوية والذقون السوداء وهناك أكثر من 35 حركة وحزبا سياسيا قرروا ترك الميدان بسبب هذا الانقسام مثل الحركة الوطنية للتغيير وحزب العدل. ولكننا قررنا استمرار الاعتصام وسوف نستعد خلال الجمعة القادمة لإقامة إفطار جماعي موحد لإعلان "لم شمل الميدان" بعيداً عن الإخوان أو التيارات الإسلامية.. وتحت شعار "هانفطر في الميدان" أكد أعضاء حركة "من أجل العدالة والحرية" استمرار اعتصامها في رمضان والإفطار داخل الميدان. يقول محمد حسين- إسلام الزناتي وسارة رمضان من أعضاء "حركة من أجل العدالة والحرية" شعرنا باستياء شديد بسبب أحداث الجمعة الماضية والتي جاءت شبيهه "بالطفل الصغير" الذي يصوم في رمضان ويفطر بعد العصر لان الإخوان والسلفيين جاءوا إلي الميدان وخالفوا المتفق عليه من قبل وجاءت هتافاتهم غير المتفق عليها ومطالبهم غير مطالب الميدان والثوار حيث بايعوا بقاء المجلس العسكري في إدارة البلاد. يقول مجدي صابر اللجنة الإعلامية لشباب ماسبيرو ان سبب البلطجية التي وقعت في الميدان هو اتفاق أصحاب المحلات التي تقع بجوار الميدان مع بعض البائعين لإثارة البلطجية والفزع حتي نفض الاعتصام خاصة انه ترددت حول قيام أصحاب المحلات بإبلاغ المجلس العسكري انهم سوف يغلقون مداخل الميدان التي لا تزال مفتوحة لمرور السيارات إذا لم يستطيعوا فض الاعتصام. أشار إلي ان التيارات الإسلامية في الجمعة الماضية خرجوا عن مطالب الميدان وطالبوا بمطالب فئوية تخصم وتناسوا ان للميدان مطالب محددة ولهذا لم تنجح جمعة لم الشمل. وقال ندرس حالياً تعليق الاعتصام حتي نعطي فرصة لإجراء محاكمات عادلة وكذلك بسبب قدوم شهر رمضان إلا إننا ننتظر معرفة رأي أهالي أسر الشهداء في تعليق الاعتصام.