وقعت عصر امس اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير والباعة الجائلين بسبب محاولة الباعة فرض سيطرتهم علي الميدان وتوسيع نطاق عملهم الي داخل الخيام المعتصم بها الشباب بل انهم حاولوا اخلاءها من المعتصمين وهو الامر الذي رفضه المتظاهرون وحدث بسببه مشادات كلامية تطورت الي مصادمات استخدم فيها الباعة الأسلحة البيضاء وزجاجات المياه الغازية الي جانب الشوم والعصي واسطوانات البوتاجاز.. في البداية تمكن الباعة من فرض سيطرتهم علي الميدان لحيازتهم لاسلحة ارهبوا بها المتظاهرين الا ان عددا كبيرا من شباب الثورة انضم للمعتصمين فكانت الغلبة لهم في النهاية واجبروا الباعة علي مغادرة الميدان ورفضوا وجود اي منهم في جميع انحائه.. كما قام شباب المتظاهرين بتحطيم جميع اغراض الباعين واشعلوا بها النيران بعد ان عثروا علي كميات من المواد المخدرة من البانجو والاقراص المخدرة بحوزتهم.. اسفرت الاشتباكات عن اصابة 06 من الطرفين بينهم 9 حالات تم نقلها لمستشفي المنيرة بينما تم علاج باقي الاصابات من خلال المستشفيات الميدانية بالميدان. وفي المساء قام العشرات من الشباب المعتصمين بميدان التحرير بالتوجه الي مقر مجلس الوزراء بشارع قصر العيني وقاموا بترديد هتافات »الداخلية بلطجية.. وافتح صدرك للرصاص« في محاولة لاثارة أفراد الأمن المتواجدين لحماية مجلس الوزراء ومجلس الشعب.. ثم قام أحد الشباب بدعوة الباقين بالذهاب الي وزارة الداخلية.. لكن الشباب رفضوا تلبية مطلبه . شرارة الاحداث بدأت الاحداث عندما ضاق عشرات المعتصمين بميدان التحرير والذين افترشوا الميدان منذ يوم الثلاثاء الماضي من انتشار الباعة الجائلين ومحاولتهم السيطرة علي الجزيرة الوسطي للميدان فقام المتظاهرون بنقل خيامهم الي الحديقة المقابلة لمجمع التحرير تمهيدا لنقل اعتصامهم الي هناك الا ان الباعة انتقلوا وراءهم وعندما اعترض احد المتظاهرين طريقهم احضروا اسطوانات بوتاجاز واشعلوا بها النيران وحاولوا احراقه الا ان باقي المعتصمين تدخلوا وتمكنوا من انقاذه من ايديهم ثم نشبت اشتباكات قام علي اثرها البائعون باستخدام السنج والمطاوي والشوم والزجاجات الفارغة كما رشقوا المتظاهرين بالطوب والحجارة وبعد ما يقرب من نصف ساعة انضم العشرات لكلا الطرفين حتي تمكنوا من فرض سيطرتهم علي الميدان وطرد البائعين بعد تلقينهم علقة ساخنة.. استمرت الاحداث حوالي الساعة حاول خلالها الباعة احراق خيام المعتصمين الا ان المتظاهرين قاموا باشعال النيران في اغراضهم من المنتجات والمعدات كما اثار حفيظتهم حيازة بعض البائعين للمواد المخدرة والعثور علي بعضها وسط متعلقاتهم. ادت الاحداث الي اغلاق الميدان امام حركة السيارات الا ان المتظاهرين قاموا باعادة فتحه مرة اخري ونظموا المرور بعد غياب تام من الشرطة والجيش ثم قام شباب الثورة بتنظيم مظاهرات بالجزيرة الوسطي للميدان ورددوا الهتافات المنددة بتلك الاحداث واتهام النظام السابق وفلول الحزب الوطني المنحل بتدعيمه لهؤلاء البلطجية.. وقد تمكن المتظاهرون من القاء القبض علي بعض البائعين ممن اشتركوا في الهجوم عليهم ولقنوهم علقة ساخنة.. وقد انتقلت عشرات من سيارات الاسعاف الي الميدان بعضها وصل الي داخله وبعضها توقف باطرافه حيث تم نقل عدد من المصابين اليها وتم اجراء الاسعافات اللازمة لهم ما عدا بعض الحالات الخطرة التي استلزم نقلها الي المستشفيات القريبة كما رفض بعض المصابين تلقي العلاج بتلك المستشفيات خوفا من القاء القبض عليهم وفضلوا تلقي العلاج بالمستشفيات الميداني.. وقد صرح د. محمد شوقي مدير مستشفي المنيرة العام انه استقبل 9 مصابين خلال الاحداث وتراوحت اصاباتهم ما بين الكدمات والجروح وتم تقديم الاسعافات وعمل الفحوصات والتحاليل والاشعات اللازمة لهم وانه سوف يتم السماح بخروجهم عقب استقرار حالتهم وقد سادت الميدان حالة من الهدوء الحذر خوفا من هجوم اخر من البائعين عقب تجميع انفسهم لذا قاموا بعمل لجان شعبية حول مداخل الميدان خوفا من اندساس اي عناصر غير مرغوب فيها وتم فتح معظم محاوره امام حركة السيارات وقام شباب الثورة بتنظيف الميدان من المخلفات وبقايا بضائع الباعة الجائلين والخيام.