شهدت الجلسة الأولي لمجلس النواب الجديد سقوطاً مروعاً للمرأة رغم وجود 89 نائبة.. حيث جاءت نتيجة التصويت في انتخاب الوكيلين مخيبة للآمال.. بينما لم تجرؤ نائبة واحدة علي الترشح علي منصب رئيس المجلس.. القيادات النسائية أرجعت هذه النتائج إلي أن مجتمعنا ذكوري وسيظل كذلك سنوات طويلة مشيرات إلي ان النائبات انفسهن خذلن كلاً من انيسة حسونة وسناء برغش في الانتخابات ولم تعطان أصواتهن لهما بدليل حصول "انيسة" علي 25 صوتاً فقط بينما حصلت سناء علي 12 صوتاً!! تقول الدكتورة نادية رضوان- استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: ان غالبية مجتمعنا مازال يرفض تولي المرأة المناصب القيادية لاننا مازلنا مجتمعاً ذكورياً مشيرة إلي ان المرأة نفسها ترفض في أحيان كثيرة اعطاء صوتها للمرأة بدافع الغيرة وهي موجودة عند النساء أكثر من الرجال. أضافت ان هناك سبباً آخر وراء هذه النتائج الهزيلة وهو ان ثلثي النائبات في المجلس سيدات بسيطات غير مؤهلات بالدرجة الكافية لتولي هذه المناصب القيادية وبالتالي فلم نجد سيدة قادرة علي مجرد الترشح لرئاسة البرلمان وكان جميع المرشحين من الرجال فقط. اشارت إلي أن أوروبا تحررت من هذه الثقافة الذكورية منذ 200 عام فقط بينما نحن مازلنا في بداية الطريق الطويل وامامنا سنوات طويلة للتحرر من هذه الثقافة مؤكدة انه لن يتحقق ذلك الا بتجديد الخطاب الديني. تري الدكتورة عواطف سراج الدين- رئيس جمعية المرأة للتنمية الانسانية: ان معظم النائبات من الارياف وليست لهن دراية بالعمل السياسي ومازلن في بداية المشوار وعلينا ان نصبر عليهن حتي يكتسبن الخبرة ويتمكن من عمل تحالف نسائي داخل المجلس وان يكون لهن صوتاً واحد حتي يحققن مكاسب جديدة للمرأة المصرية.. د. عواطف تؤكد انها متفائلة بالمستقبل وان كانت البداية مازالت متعثرة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها! نبهت إلي ضرورة عمل حملات توعية من سيدات سبق وخضن العمل السياسي كما شددت علي ضرورة المجتمع المصري لتقبل فكرة ان تكون سيدة نائباً في البرلمان وباقي المناصب السيادية الاخري. تري الدكتورة آمال عبدالهادي- رئيس مؤسسة المرأة الجديدة: ان العديد من النائبات الجدد لايعرفن بعضهن البعض مشيرة إلي ضرورة تشكيل تكتل نسائي قوي داخل المجلس يكون له دور في سن التشريعات والقوانين الجديدة حيث ان عدد النائبات وصل إلي 89 نائبة. تتفق معها في الرأي الدكتورة اميمة ابوبكر- نائب رئيس جمعية المرأة والذاكرة: مشيرة إلي انه لولا المرأة ما تحررنا من حكم الاخوان.. أوضحت ان المرأة النائبة ستثبت وجودها في البرلمان في التشريع والرقابة وسن القوانين ولكن يجب ان نعطي لها الفرصة ولا نهاجمها أو نقلل من دورها في المجتمع. أما الدكتورة عزة كامل- مدير مركز وسائل الاتصال والملاءمة من أجل التنمية: فتري ان ماحدث في البرلمان بعدم نجاح المرأة في انتخابات الوكيلين ليس له علاقة علي الاطلاق بمدي مكانة المرأة أو كفاءتها لان المرأة استطاعت ان تنجح في معارك انتخابية شرسة هزمت فيها الرجال والمال السياسي وحصلت علي عشرات الالاف من الاصوات الانتخابية في معارك غير متكافئة. اشارت إلي أن ماحدث في الجولة الاولي كان نتيجة تربيطات بين الكتل والاحزاب السياسية بينما النائبات لم يشكلن بعد كتلة واحدة وهناك قوائم وكتل كبيرة اختارت القيادات الجديدة للمجلس. أضافت د. عزة قائلة اننا كمنظمات نسائية سنقوم بعمل بحوث حول هذه النتائج التي وصلت اليها السيدتان داخل المجلس للوقوف علي الاسباب التي أدت لذلك ومناقشتها ومعالجتها ايضاً!! تؤكد الدكتورة هدي بدران- رئيس إتحاد نساء مصر انه كان يجب عقد اجتماع موحد للنائبات الجدد حتي يظهرن ككتلة تصويتية لها قوتها واعتبارها داخل المجلس وكان يجب اختيار سيدة يكون عليها اتفاق والوقوف خلفها والدعوة لها حتي يكون أحد وكلاء المجلس من السيدات. أشارت هناك مفهوم بين السيدات ومتعارف عليه ان المرأة القيادية لاتحبذ وجود سيدة قيادية بجانبها "فالأنا" بالفعل موجودة بين البشر وخاصة السيدات!! أعربت عن ثقتها في أن الايام القادمة ستشهد تحسناً في المشهد النسائي داخل المجلس مشيرة إلي أن المجلس يعقد اجتماعات مع النائبات لتحقيق مكاسب للمرأة خلال المرحلة القادمة. تؤكد الدكتورة شاهندة مقلد- أمين عام اتحاد الفلاحين المصريين وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان: علي ان مجتمعنا مازال ذكورياً وان المرأة مازالت تنحاز للرجل اكثر من المرأة.. وفي الريف وحتي في المدن نجد الزوجة تكون فخورة إذا انجبت ولداً بينما تقل فرحتها كثيراً إذا انجبت بنتاً!! وهذه نقاط توارثناها جيلاً بعد جيل ويلزمنا سنوات طويلة حتي نتخلص منها. أكدت د. شاهندة علي ضرورة ان تقوم الجمعيات والمنظمات النسائية بدعم النائبات داخل المجلس حتي يتحقق لهن النجاح في تحقيق الاهداف مع السيدات تقول نهال عبدالحميد- مدير فرع بأحد البنوك الخاصة : انني حزنت لعدم اجتياز السيدة أنيسة حسونة ووصولها إلي وكيلة بالمجلس.. لأن السيدات لم يشاركن في اختيارها.. فما بالنا بالرجال.. ولكن كتلة التصويت إذا تحققت من السيدات فقط فكان ذلك في حد ذاته انتصاراً لنا كمرأة بصرف النظر عن وصولها إلي منصب الوكيل أم لا ولكن جاءت النتيجة تعبر عما بداخل السيدات بشكل عام!! وتضيف سهام عبدالرحمن محمد- سيدة أعمال السيدات داخل البرلمان يجب عليهن في الفترة القادمة الالتفاف حول الاهداف التي يجب تحقيقها للمرأة.. لأن النتيجة التصويتية داخل المجلس كانت محزنة للغاية.. لاتعبر عن وجودهن بهذه النسبة الكبيرة وخاصة ان السيدة "أنيسة حسونة" معروف عنها انها تعمل في العمل الاجتماعي وسيدة مثقفة وعلي وعي كبير ولكن شئ ماداخل السيدات جعلها لم تحصل علي نسبة تصويت عالية ولو حتي نسبة 90% من عدد السيدات فقط!! وتضيف اسراء جلال- ليسانس أداب: أن ما حدث لانتخاب أحد الوكيلين من السيدات لايعبر عن نسبة السيدات داخل البرلمان.