لم يزعجني ماحدث في الجلسة الأولي للبرلمان رغم الفوضي ومحاولات النواب للظهور وتكتلهم وسط القاعة وهم يحملون تليفوناتهم ويشيرون لأسرهم من خلف شاشات التلفزيون.. فمعظم النواب سنه أولي برلمان.. ومع الوقت سيكتسبون الخبرة والدراية الكافية.. لكن ما أزعجني حقا هو موقف المرأة تحت القبة فلم أر مرشحة سيدة علي منصب الرئيس.. بينما تم «الدفع» بسيدتين للترشح علي منصب الوكيل، ورغم وجود 89 سيدة تحت القبة الا ان المرشحة الأولي لم تحصل حتي علي نصف اصواتهم.. وهومايؤكد المقولة المغرضة «ان المرأة لاتثق في المرأة» رغم ان السيدة المصرية اثبتت نجاحها وتفوقها في كل المجالات.. لكنها حتي الآن مازالت «محلك سر» بل في تراجع مستمر.. فليس لدينا سوي ثلاث وزيرات،ولا يوجد محافظ واحد امرأة..ولولا أن الدستور أنصف المرأة لكانت نسبة تمثيلها تحت القبة مهزلة.. وهو ماكان متبعا في البرلمانات السابقة أما «وكالة مجلس النواب» فلم تشغلها سوي امرأتين فقط علي مدار التاريخ، الدكتورة آمال عثمان، وهي صاحبة الفترة الأطول في هذا المنصب تحت قبة البرلمان، بالإضافة إلي الدكتورة زينب رضوان، التي شغلت الكرسي الثاني كوكيل للبرلمان في عام 2010 بجوار البرلماني السابق عبد العزيز مصطفي.. ومع حصول المرأة علي 89 مقعدا في البرلمان الحالي، كنت اتمني أن تسعي المرأة بقوة إلي الترشح علي هذا المنصب، لكن سيدتين فقط من اعلنتا ترشحهما بعد أن طلب رئيس المجلس وبعض النواب ترشح السيدات!! حقيقة لقد شعرت بالإحباط عندما لم تترشح أي سيدة منتمية لأحزاب الأكثرية أو ائتلاف دعم مصر علي منصب الوكيلين.. فقد انتظرت أن ترتفع أيدي معظم السيدات لكن لم اجد أي واحدة ترفع يدها في المجلس بأكمله.. وفي النهاية ترشحت سيدتان.. ولم ينصفهما الأعضاء ولا حتي العضوات فقد حصلت احداهما علي 26 صوتا فقط «حاجة تكسف».. ولا أدري هل هو توجه نسائي أم قلة خبرة.. فلا يمكن أن يكون هناك ذلك العدد الكبير من النساء داخل البرلمان دون يتم انتخاب إحداهن لمنصب الوكيل.. مازالت المرأة رغم كل نجاحاتها واثبات وجودها واعتراف الجميع انه لولا المرأة ما كانت هناك ثورتان.. فقد كانت في المقدمة دائما.. ثائرة ومعارضة وشهيدة.. الا انها مازالت تحاول اثبات وجودها.. لقد جاءت انتخابات رئاسة المجلس وكيليه مخيبة للآمال فهل «تعافر» المرأة و»تهابر» وتثق في نفسها وفي زميلاتها وتنافس علي رئاسة اللجان.