لست أدري ما المطلوب من ضابط أكثر من أن يقدم نفسه فداء لوطنه ويستشهد علي أرض سيناء بعد خوضه حرباً لا رحمة فيها ضد عناصر تكفيرية لا تعرف معني الوطن ولا الانتماء حتي يثبت لنا وللمسئولين أن اسمه جدير بالتكريم والاحتفاء. وأن يظل محفوراً في ذاكرة شباب وأطفال ورجال ونساء مصر كقدوة ونموذج يحتذي؟!! لست أدري كيف نثبت للسيد المستشار محمد سليم محافظ بني سويف أن الشهيد المقدم محمد هارون "صائد التكفيريين" فخر لأبناء محافظة بني سويف التي ينتمي إليها. وجدير بأن يطلق اسمه علي أكبر ميادين المحافظة بل وأكثر من مدرسة وشارع علي امتداد هذه المحافظة الشاسعة؟ لو عرف سيادة المستشار المحافظ ما فعله "صائد التكفيريين" في سيناء قبل استشهاده لأقام له حفل تأبين يومياً. ولبادر بالسعي لدي الحكومة لإدراج اسمه ضمن المناهج الدراسية بجميع المراحل التعليمية. ولأقام نصباً تذكارياً باسمه أمام مبني محافظة بني سويف. ولطلب من أدباء وشعراء المحافظة تخليد ذكراه من خلال أعمال أدبية من قصة قصيرة ورواية طويلة وقصائد الشعر والنثر وكل أنواع التخليد المعروفة وغير المعروفة. يا أبناء مصر ويا أبناء محافظة بني سويف علي وجه الخصوص.. هذه بعض أفعال وأقوال الشهيد البطل محمد هارون قبل وأثناء وبعد خوضه المعارك الضارية ضد الخونة الإرهابيين في سيناء. المقدم محمد هارون أحد أهم الضباط الذين أسقطوا أكثر من خمسمائة تكفيري خائن يوم 1/7/2015 بالشيخ زويد عندما حاولوا اقتحام أكثر من عشرة كمائن للقوات المسلحة في توقيت واحد. واستطاع بفكره القتالي الراقي أن يخطط وينفذ هجوماً كاسحاً أسقط خلاله هذا العدد الكبير الذي لم يسقطه ضابط بقواته خلال حرب أكتوبر المجيدة. المقدم محمد هارون استطاع فك الحصار الذي ضربه هؤلاء الخونة علي الكمين الذي يحرسونه خرج بمنتهي الجرأة والشجاعة وواجه الموت هو ورجاله حتي نجح في إنقاذ الكمين وكل من فيه من ضباط وجنود من مجزرة كانت محتملة لهم بفضل تدريبه العالي وروحه القتالية الشرسة وفكره الاستراتيجي المتميز. وكان المقدم الشهيد علي وشك نيل ترقية استثنائية تكريماً لدوره البطولي في سيناء. هذا البطل كانت تنتظره أخبار سعيدة من قادة القوات المسلحة قبيل استشهاده. ولكن القدر لم يمهله.. هذا البطل وكما قلت من قبل تزوج قبل استشهاده بشهر واحد فقط وكان عمره 37 سنة وعلي الرغم من ذلك تم استدعاؤه بعد زواجه بثلاثة أيام فقط. لم يمتعض أو يرفض. ولكنه لبي نداء الوطن ليلقي ربه ويستشهد قبل ان يسعد بزوجته أو يري ذرية له تقر عينه. فكانت مصر عنده أغلي من نفسه ومن زوجته ومن أهله كلهم. هذا البطل كان مطلوباً لدي التكفيريين بالاسم. لأنه نفذ عمليات أشبه بالانتحارية في قلب معاقلهم واستطاع بفضل فكره وتخطيطه القبض علي أخطر عناصرهم الذين أصبحوا فيما بعد ذخيرة معلومات هائلة لرجال المخابرات العسكرية أفادت في الحرب علي الإرهاب وعمليات "حق الشهيد". هذا البطل كان يقول لرجاله من الضباط والجنود أن مصر كلها تثق فينا وفي قدرتنا علي الدفاع عنها وحمايتها من هؤلاء الأشرار فكونوا علي قدر هذه الثقة ولا تخذلوا مصر والمصريين أهلنا الذين يستحقون منا كل تضحية وفداء. هذا البطل كان يقول لرجاله: "لا يغمض لكم جفن. فأي غفوة لكم قد يكون فيها هلاككم. عدوكم ينتظر أي لحظة استرخاء للانقضاض عليكم" فكانت حياتهم تقاس بالدقائق والثواني وليست بالساعات. ولا يدرون من أي اتجاه وفي أي وقت تأتيهم ضربة الخونة. هذا البطل كان يخوض حرباً أشد ضراوة من حرب أكتوبر لأنها ضد عدو مجهول يرتدي ملابسنا ويتكلم لغتنا ويعيش وسطنا ويوجه ضرباته لرجالنا من حيث لا يتوقعون. بطل كهذا وبهذه البسالة وهذا القدر من حب مصر وأهلها ألا يستحق ان يطلق اسمه علي ميدان الزراعيين بمدينة بني سويف. هذا الميدان الذي سمي بهذا الاسم لمجرد وقوع "كوفي شوب" الزراعيين بجواره؟!.. أم ان السيد المستشار محافظ بني سويف يري أن هذا الميدان "كثير" علي ابن مصر الشهيد البطل؟!!