وسط توقعات باجراءات جديدة للبنك المركزي لضبط سوق الصرف. رحب مصرفيون وأصحاب شركات صرافة بقرار المركزي أمس برفع قيمة الجنيه أمام الدولار بنحو 20 قرشاً بنسبة 5.2%. يأتي تحرك المركزي لدعم العملة المحلية في أعقاب قراره الأخير برفع سعر الفائدة إلي 5.12% بهدف مواجهة "الدولرة" وزيادة معدل الادخار المحلي لمواجهة أية تداعيات سلبية علي الاقتصاد المصري نتيجة حادث الطائرة الروسية وما تلاها من تداعيات علي السياحة المصرية. وفي أول ردود فعل لسوق الصرف سيطرت حالة من الشلل علي تعاملات شركات الصرافة والسوق الموازية وتوقفت عمليات البيع والشراء ترقباً للخطوات القادمة من المركزي وتحسباً لأي تخفيض آخر للدولار. وحقق دولار السوق السوداء خسائر تتراوح بين 35 و40 قرشاً من قيمته ليتراوح سعره حالياً بين 825 و840 قرشاً حسب المناطق والمحافظات. تري الدكتورة سلوي العنتري الخبيرة المصرفية قرار رفع قيمة الجنيه قرار صائب ويأتي في الوقت المناسب تماماً معتبرة أن القرار ضربة قوية للمضاربين علي سعر العملة ويخلق حالة من الحصار الشديد للسوق السوداء. مؤكدة أن السوق سوف تشهد اقبالاً كبيراً علي بيع الدولار وتوقعت أن يحد القرار بشكل كبير من حركة المضاربين علي الدولار وطالبت العنتري بأن تساند السياسات الاقتصادية الحكومية ما يقوم به المركزي وعدم تركه وحده في هذه المعركة. وفيما يحيي عبدالرحمن بركة الرئيس السابق لبنك مصر رومانيا البنك المركزي علي قراره بمساندة العملة الوطنية. أكد أن التخفيض السابق للجنيه لم يؤت بأية آثار ايجابية علي الاقتصاد القومي سواء فيما يخص زيادة الصادرات أو قمع الدولرة مشيراً إلي أن القرار له آثاره الايجابية علي الموازنة العامة والدين الخارجي وتكلفة الواردات وأسعار السلع. وفيما يتعلق بموقف السوق السوداء للعملة قال "بركة" إن قرار المركزي الذي اتخذه قبل أيام بتدبير جميع احتياجات المستوردين وفتح الاعتمادات الموقوفة من شأنه توجيه ضربة قاصمة للسوق السوداء ثم يأتي قرار تخفيض الدولار ليدعم هذا الأثر علي المدي القصير والطويل. ويطالب بركة بضرورة التنسيق بين الحكومة والبنك المركزي. ورغم توقع شركات الصرافة باجراءات تنظيمية لسوق الصرف من جانب المحافظ الجديد للبنك المركزي طارق عامر إلا أن قرار رفع قيمة الجنيه فاجأ السوق خاصة أن القرار السابق بتخفيض الجنيه لم يمض عليه سوي بضعة أسابيع. قال أحمد نيازي صاحب شركة صرافة إن حركة شراء وبيع الدولار داخل وخارج الصرافات أصابتها حالة من الشلل وتوقع أن تحقق شركات الصرافة وتجار السوق السوداء والمضاربون خسائر كبيرة علي خلفية شرائهم الدولار بأسعار مرتفعة. وبحسب نيازي فقد خسر الدولار خارج البنوك نحو 40 قرشاً من قيمته متوقعاً أن تشهد أسعار الدولار خارج البنوك انخفاضاً كبيراً خلال الأيام القليلة المقبلة تحسباً لأية اجراءات جديدة للمركزي. من جانبه أكد دكتور شريف الحلو صاحب شركات صرافة بمحافظة الإسكندرية أن السوق تشهد حالة من الركود الشديد حيث توقف المستوردون عن شراء الدولار خشية حدوث مزيد من الانخفاض. أو تلبية البنك المركزي لمطالبهم بسعر البنك الذي يقل حالياً بنحو 30 قرشاً عن الدولار في السوق الموازية. وربط الحلو استقرار سوق الصرف بتلبية البنك المركزي لغالبية احتياجات السوق. وتوفير موارد للنقد الأجنبي.