بات خطر سد "النهضة" الأثيوبي علي مصر وشيكا مع تلاعب الحكومة الاثيوبية واستمرار اعمال بناء السد دون مراعاة لاخطاره الاكيدة علي مصر. ودعونا من تأكيدات حكومة اثيوبيا غير المقبولة بأن السد لا يشكل اي ضرر لمصر.. قالها اكثر من مرة عالم الجيولوجيا المصري الراحل رشدي سعيد ان السد فيه دمار مصر.. ونحن نصدق رشدي سعيد ولا نصدق المسئولين في أثيوبيا. عموما. بات السد مثارا لمناقشات واسعة تدور علي صفحات الصحف المصرية. وهذه المناقشات تتخذ أحيانا انهيار السد مسارات خاطئة تستدعي وقفة معها. مثال ذلك الحديث عن احتمالات انهيار سد النهضة بسبب ضعف التربة تحته.. وهنا يقول البعض ان مصر سوف تستفيد من الانهيار حيث ستمتلئ بحيرة ناصر ومفيض توشكي بالمياه في هذه الحالة. وهذا نوع من خداع النفس الذي يمكن ان يصرفنا عن اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ذلك ان السد انهار بالفعل في بداية انشائه ولابد ان اثيوبيا اتخذت الاحتياطات اللازمة او بمعني اصح ساعدتها الدول التي تقف وراء السد في وضع الحلول المناسبة لمنع الانهيار. ولنفرض ان السد انهار. فان الانهيار سوف يحدث بعد ان تكون البحيرة الصناعية خلفه- وهي اساس المؤامرة- قد امتلأت حتي آخرها فيحدث ضغط علي جسم السد تدعمه التربة الرخوة. وعند الانهيار تغرق الخرطوم بارتفاع تسعة امتار في ظرف سبع ساعات فقط. وتزحف كميات كبيرة من المياه إلي بحيرة ناصر فتضطر مصر الي فتح بوابات السد العالي حفاظا علي جسم السد وعلي خزان اسوان فتنطلق كميات كبيرة من المياه لتحدث اثارا مدمرة للأراضي الزراعية والمنشآت وشبكة الري المصري. المؤامرة إذن قائمة سواء انهار السد أم لا.