مرة أخري نعرب عن أسفنا للعبارة التي استخدمتها وزارات الخارجية في العديد من الدول العربية والإسلامية في محضر تعليقها علي الجرائم التي ترتكبها إسرائيل حالياً. فهي تدين إسرائيل لاستخدامها القوة المفرطة ضد الفلسطينيين وهذا المصطلح "القوة المفرطة" تستخدمه دول الغرب في محضر الإعراب عن أسفها وليس إدانتها للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. والإدانة أو الإعراب عن الأسف أو توجيه نداء مهذب للغاية في إسرائيل للتوقف عن استخدام "القوة المفرطة" ضد الفلسطينيين. المشكلة في العبارة نفسها فهي تعني ببساطة أن إسرائيل لها لحق في استخدام القوة ضد الفلسطينيين بشرط ألا تفرط في استخدامها. وعندما تستخدم الدول العربية هذا المصطلح.. يصبح الأمر خطيراً فعلاً فهو يعني أنها تنضم إلي المجتمع الدولي المتواطئ هذا بينما لا يحق لإسرائيل ان تحتل القدس وتدنسها وتسابق الزمن في تهويدها بل لا يحق لها أصلاً أن تقوم أصلاًپعلي أرض الشعب الفلسطيني وفوق أشلاء أبنائه. إن هذا يذكرنا ببعض صحفنا عندما تستخدم عبارة "المستوطنين المتطرفين" فهل هناك مستوطنون متطرفون وآخرون معتدلون أم أن كلهم مستعمرون جاءت بهم إسرائيل من كل أركان المعمورة ليقيموا في الأرض علي حساب صاحبها الأصلي. وهناك أيضاً عبارة "أحياء اليهود المتدينين" فهل يمكن ان يكون هؤلاء المجرمون متدينين أو يعبروا عن أي دين أصلاً. مرة أخري نعرب عن أسفنا لأن نكون مجرد نقلة عبارات مليئة بالمغالطات تسيء إلي إخواننا الفلسطينيين دون ان نقصد.