تشير قراءة مابين السطور في أزمة سد النهضة الحالية. وتلاعب الجانب الاثيوبي الي حقيقة مؤسفة. وهي أن السودان انحاز إلي اثيوبيا في تلك الأزمة. وليس من الصعب علي أي شخص يقرأ الأحداث جيدا أن يعرف السبب في انحياز السودان.. فقد أوهم المفاوض الاثيوبي الخرطوم- كما يحاول ان يوهمنا- بأنها لن تتضرر من سد النهضة. وربما أوهمها بأن السودان دولة ممر تستطيع أن تقتطع من المياه المارة بأراضيها ما تحتاجه من مياه وتترك فتات المياه لمصر أو لا تترك لها شيئا. فليست هناك مشكلة. ونرجو ألا نكون متشائمين لكن الواقع علي الأرض يقول ذلك. وفي الحقيقة. هناك عدة نقاط ينبغي أن يعيها المفاوض السوداني. وهي أن مصر في تحركاتها ضد موضوع سد النهضة كانت تنطلق من مصالحها هي والسودان وليس مصالحها وحدها. ولا نريد للسودان أن ينخدع بأوهام غير صحيحة. أن يظن انه لن يتضرر من إقامة السد لأنه دولة ممر. فالحقيقة أن السودان بدأ يتضرر فعلا حيث تأثرت بعض الزراعات الفيضية من جراء بناء السد. والمؤسف أن دولة مثل كينيا بدأت تتضرر منه رغم انها من الدول الموقعة علي الاتفاق الاطاري الذي ترفضه مصر والسودان والكونغو الديمقراطية وانسحبت منه تنزانيا.. وما يلفت النظر أن كينيا لم تتقدم بأي شكوي ضد أثيوبيا لهذا السبب. ربما لأن الولاياتالمتحدة التي يدين لها حكام البلدين بالولاء امتصاص هذه الضربة في صمت. ولا تستطيع الاعتراض. وربما لم يسمع المسئولون في السودان التحذيرات حول احتمالات انهيار السد بسبب ضعف التربة. والتي ستسبب غرق الخرطوم بارتفاع تسعة أمتار بعد سبع ساعات فقط.