قال وزیر الإعلام السوداني أحمد بلال إن إثیوبیا أشركت السودان في كل تفاصیل سد النهضة الذي تقيمه على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها من مياه النيل. وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم نشرته وزارة الإعلام على صفحتها الرسمية على الإنترنت إن "إثيوبيا طلبت مهندسين وفنيين سودانيين للمشاركة في تنفیذ سد النهضة الذي أشركت إثیوبیا السودان في كل تفاصیل". وأشاد الوزير بتعاون أدیس أبابا مع الخرطوم معتبرا أن العلاقات بين البلدين "تشهد تطوراً مستمراً وأن الإثیوبیین بكافة مكوناتهم مرحّب بهم في السودان، وأبوابه مفتوحة لهم". وفي السياق ذاته، انتقد الوزير السوداني تصریحات بعض السیاسیین المصریین بشأن الموقف السوداني من سد النهضة، وقال: "نحن نحترم الحكومة المصریة لأنها لم تسيء لنا رسمیاً، ونقول بأنه لولا وقوف السودانیین لما قام السد العالي (جنوبي مصر) لأنهم أكثر من تضرر من إقامته". ودعا بلال "الذين لا یعرفون العلاقة بین مصر والسودان لعدم التدخل لإفسادها". وكان عدد من الخبراء السياسيين بمصر انتقدوا في تصريحات صحفية مؤخرا الموقف السوداني من سد النهضة الإثيوبي والذي لا يمانع انشاءه واعتبروه مغايرا لموقفها خلال السنوات الماضية والرافض للسد. واحتفلت إثيوبيا، أحد أهم دول منبع نهر النيل، نهاية الشهر الماضي ببدء تحويل مجرى النيل الأزرق (أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل) للمضي قدما في بناء "سد النهضة"، الذي تقول إنها تهدف منه لتوليد الكهرباء وتنمية الصناعة. وفي المقابل، يخشى متخصصون مصريون من أن يؤثّر بناء السد الإثيوبي على حصة مصر من المياه، رغم تأكيد الجانب الإثيوبي أن السد لن يؤثر على مصر. وعندما بدأت أديس أبابا تحويل مجرى النيل الأزرق تمهيدا للشروع في بناء السد، أبدت القاهرة تحفظها من خلال تصريحات لمسؤولين مصريين، فيما أكدت الخرطوم عبر بيان صحفي مفاجئ أن السودان لن يتضرر من الخطوة الإثيوبية. ورغم أن كثيرا من خبراء المياه السودانيين نصحوا حكومة بلادهم على مدار السنين الماضية بعدم معارضة تشييد سد النهضة والدخول في معركة مع أديس أبابا بداعي أنه لا ضرر على السودان من السد، إلا أن الحكومة ظلت مناصرة للقاهرة في موقفها من سد النهضة ومن اتفاقية عنتيبي كذلك والتي يقول خبراء أيضا إن رفضها لها مجاملة لمصر وليس لضرر واقع على السودان منها. وتعتبر مصر والسودان دولتي المصب في دول حوض النيل العشرة، وتتحدان في موقفهما من رفض اتفاقية "عنتيبي" الإطارية التي تعيد بشكل غير مباشر النظر في حصتي مصر والسودان من مياه نهر النيل ووقعت عليها 6 من دول الحوض هي إثيوبيا، ورواندا، بوروندي، أوغندا، كينيا، تنزانيا، فيما أعلن سفير جنوب السودان بمصر مؤخرا عزم بلاده (أحدث دولة عضو بتجمع حوض النيل) التوقيع على الاتفاقية.