* مازلت اتمني واطالب قيادات التليفزيون المصري ومسئولي القنوات الفضائية ان يرحمونا من سيل المسلسلات الذي يطلقونه علينا في شهر رمضان الكريم .. ولا اعرف من الذي وضع في عقولهم أن هذا الشهر بالذات هو الموسم الأوحد لعرض بضاعتهم الدرامية علي المشاهدين. اتمني ان تكتفي كل فتاة بعرض مسلسل واحد فقط.. علي الأقل سيتيح ذلك الفرصة للمشاهدين لمتابعة مسلسل او مسلسلين في اليوم الواحد وهذه جرعة كافية للغاية لأي عقل بشري سليم ولأي صائم في رمضان. * لقد تصاعدت في السنوات الماضية حدة المنافسة بين القنوات وتسابقت لعرض مسلسلات لا أول ولا آخر لها وتاه الناس بينها وفضل معظمهم الخروج من مغارة المسلسلات وتداخل احداثها واختلاف وتشابك بعضها في اوقات العرض.. فضلوا الامتناع التام عن المشاهدة ليرحموا انفسهم من الدوخة. * نعرف تماما ان القنوات التي تتسابق علي عرض المسلسلات وتحاول تقديم العديد منها انها تسعي وبشدة الي جذب المادة الاعلانية والاستحواذ علي اكبر قطعة من تورته رمضان الاعلانية .. ولكن في رأيي ان هذا التفكير لن يحقق الهدف لعدة اسباب اهمها ان كعكة الاعلانات اياها مازالت في نفس الحجم وانها لن تكفي الجميع حتي لو عملوا أراجوزات. ثانيا: ان حالة السيولة في عرض المسلسلات تقلل من قيمة او سعر دقيقة الاعلان لان كثرة العرض تقلل الطلب وتهبط بالسعر والأهم ان هذا التنافس المحموم لا يجذب المشاهد ولا يحقق معدلا أكيدا للمشاهد وهذا هدف كل شاشة لان المشاهد يصبح مشتتا . * لو حرصت كل قناة علي تقديم وجبة اعلامية متكاملة في ايام شهر رمضان تقسم بالتنوع وعدم الاكثار من صنف واحد هو المسلسلات .. لو حرصت كل قناة علي ابتكار برامج جريئة ومختلفة ومميزة ولم تعتمد في صلب خريطتها علي مسلسلات درامية قد تكون مذاعة ايضا علي محطات أخري لاختلف الامر. * الاهم من كل ذلك أن رمضان هذا العام سيكون مختلفا فهو أول شهر رمضان في اعقاب ثورة 25 يناير ولا أحد يعرف مزاج الناس الآن ويجب علي مخططي خرائط المحطات ان يفكروا جيدا في كيفية عرض بضاعتهم وتوقيت ذلك واتمني ألا يلجأ أحد الي الاستفزاز وخاصة في البرامج التي تستضيف نجوما مستظرفين والبرامج التي تستظرف نفسها .. الناس مش ناقصة.