كل عام وأنتم بخير الدروس الخصوصية بدأت وهناك بعض المدرسين لم يعد لديهم مجال لقبول طلاب أو تلاميذ لأن الأعداد عندهم زادت بشكل كبير وأكثر من مدرس يقول إن ما لديه من طلاب وتلاميذ يجعله يعمل أكثر من 20 ساعة يومياً ولابد من إحضار "واسطة" كي يقبل مدرس تلميذاً أو طالباً جديداً.. "اللهم زد وبارك" "اللهم لا حسد" ولكن هذا الأمر يذكرنا بالماضي حينما كانت الدروس الخصوصية عيباً ولا يحصل عليها إلا التلميذ "البليد" أو الضعيف في مادة مثلاً كالانجليزي أو الرياضيات وكان الأب والأم يتوليان مراجعة الدروس المدرسية مع أولادهم وهذا الأمر أصبح مستحيلاً الآن فالأب والأم كثيراً ما يضيعان وقت فراغهما أمام التلفاز أو أمام شاشة الكمبيوتر أو اللاب توب والأولاد يأخذون دروساً خصوصية ونسي هؤلاء أن أكبر علماء ومثقفي مصر الذين رفعوا رايتها في كافة أنحاء العالم "ماكنش حد فيهم بياخد درس خصوصي" هذا الأمر لابد أن تتعامل معه الدولة بشيء من الحسم طالما أن الأسرة المصرية ذهبت يدها ومن وجهة نظري المتواضعة لابد أن تحيي وزارة التربية والتعليم نظام مجموعات التقوية بشكل متطور وأن تكون هناك مراقبة جادة حتي لا يتحول إلي مصيدة للطلاب وأولياء أمورهم للذهاب للدروس الخصوصية. أما الأهم من ذلك فهي المواجهة الحقيقية لمافيا الدروس ولتكن البداية بتغيير المدرس الذي يرغب في الاستمرار في إعطاء الدروس الخصوصية أما الامتناع عن الحصول علي إجازة بدون مرتب من المدرسة التي يعمل بها لمدة 10 سنوات لا يجوز قطعها وبذلك تتاح فرصة أمام وزارة التربية والتعليم لتعيين عدد كبير من خريجي كليات التربية الذين يجلس منهم مئات الألوف علي المقاهي ولعل في المسابقة الأخيرة التي نظمتها الوزارة لاختيار 30 ألف معلم عبرة حيث تقدم مئات الألوف لشغلها وأيضاً يجب أن تقوم وزارة التربية والتعليم بأخذ تعهد علي كل مدرس يتم تعيينه بألا يمارس العمل كمدرس خصوصي وإذا ثبت ذلك عليه يعتبر مفصولاً من عمله حتي تتمكن الدولة من القضاء علي هذا المرض الذي أصاب مجتمعنا وأصابنا جميعاً.