تسود حالة من الحزن والغضب الشديدين الأراضي الفلسطينية بعد قيام بعض المستوطنين اليهود بإضرام النيران في منزل عائلة فلسطينية في قرية دوما قرب نابلس بالضفة الغربية بالزجاجات الحارقة. ما أدي إلي استشهاد الرضيع علي دوابشة -18 شهرا- وكتابة كلمة "انتقام" باللغة العبرية علي جدران منزل العائلة. ويرقد والدا الرضيع دوابشة في وحدات الرعاية المركزة في حالة صحية حرجة للغاية. حيث تم تحويل والده سعد دوابشة إلي مستشفي "سوروكا" في أراضي 48 المحتلة. فيما تم تحويل والدته وأخيه إلي مستشفي "تل هاشومير" شيع آلاف الفلسطينيين الرضيع إلي مقبرة البلدة وسط حالة من الحزن والغضب سادت جموع المشيعين. اندلعت مواجهات عنيفة بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة بمدن وقري الضفة الغربية والقدس. حيث أصيب 25 شابا برصاص الاحتلال أحدهم وصفت حالته بالخطيرة تنديدا واستنكارا لجريمة حرق الرضيع دوابشة. فيما انطلقت المسيرات الغاضبة في مدن الخليل ونابلس ورام الله والعيسوية وقامت قوات الاحتلال بقمع المسيرات بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني والمطاطي. أعلنت القناة السابعة العبرية أن سيارة إسرائيلية تعرضت لإطلاق النار من قبل سيارة فلسطينية مسرعة بالقرب من مستوطنة "كوخاف هشاحر" شرقي مدينة رام الله دون وقوع إصابات بين المستوطنين. ما دفع وزير الجيش الإسرائيلي موشي يعلون إلي إصدار قرار بقطع تدريبات لوائي "جفعاتي" و"الناحال" والدفع بهما إلي مناطق الاحتكاك بالضفة الغربية. بالإضافة إلي تسيير أربع كتائب عسكرية أخري. في غزة. شاركت جماهير فلسطينية غفيرة في مسيرة حاشدة دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مخيم "جباليا" شمال القطاع. استنكارا لجريمة حرق الرضيع علي دوابشة وعائلته ونصرة للمسجد الأقصي المبارك بمشاركة قادة الفصائل. جاء إعلان التوجه الفوري إلي "الجنائية الدولية" كأول رد فعل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قرر تجهيز ملف حول الجرائم الإسرائيلية وجريمة قتل الطفل دوابشة للتوجه به إلي المحكمة. وقال إن القيادة الفلسطينية لن تصمت علي هذه الجرائم. وإن ما حدث بحق أسرة دوابشة "جريمة حرب" و"جريمة ضد الإنسانية".