امتلأت تربة الثقافة بالسنط والصبار والعُليق. وسائر أنواع الحشائش الضارة التي أصبح القضاء عليها مغامرة غير محمودة العواقب!! حاول د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق أن يطهر وزارته من هذا النبت الشيطاني الذي يسمم تربة الثقافة الرسمية طوال عقدين من الزمان. فعجز عن فعل شيء ذي بال قبل أن يتم استبعاده. ونوي د. صابر عرب وزير الثقافة الأسبق أيضاً مجرد نية أن يخلص جسد الثقافة الرسمية من سائر أمراضها التي ورثها. ومن فساد امتد سنين طويلة. لكن جهد د. صابر وقف عند حدود النيات ولم يتجاوزه إلي فعل علي الأرض. وفي أكثر من لقاء وحوار ودردشة مع د. عماد أبو غازي ومع د. شاكر عبدالحميد ومع د. صابر عرب أكدت لهم ان البصمة الناصعة التي سيضعها أي منهم لن تكون أعظم من تطهير هذه الوزارة من رموز الفساد فيها. وفتح ملفات فسادهم. وتقديمها إلي الجهات الرقابية.. لأن أحدهم يدخل متسللاً منحنياً متوسلاً بالنفاق للوزير والتزالف له وفتح باب سيارته بدلاً من أن يفتحه السايس أو الحارس ثم ما يلبث أن يجمع حوله وقد تولي هيئة أو قطاعاً ما يجمع حوله زمرة من المنتفعين والمرتزقة الذين يحصلِّون من ارتباطهم به ألوفاً كل شهر: سفريات للخارج. وجوائز. ومؤتمرات. وطبع كتب. وانتاج أعمال وغير هذا من وجوه الفساد التي تتماسك معاً وتتعاون علي غير البر والتقوي.. والمحصلة أن يعجز الوزير عن اتخاذ قرار بتطهير وزارة الثقافة. هذه المغامرة التي نجحت. والتي لابد لها أن تنجح. يخوضها الآن د. عبدالواحد النبوي وزير الثقافة. بعد تعطل كل محاولات التطهير والتغيير أربع سنوات.. وهو يؤدي هذا الدور المنتظر في حكمة وهدوء وفي موضوعية واستمرار. رغم صياح المرتزقة الذين سيفقدون كل موارد نفاقهم. وستفتح ملفات فسادهم.. والمؤشرات الأساسية تؤكد حسن اختيار د. النبوي للقيادات الجديدة في وزارته. ويكفي انه أضاف إلي هذه القيادات رجلاً راقياَ وشاعراً مجيداً. وأكاديمياً كبيراً هو د. محمد أبو الفضل بدران.. يا دكتور عبدالواحد.. استمر في التطهير ولا تنخدع بجلبة النهيق والنعيق.. فكل منهم مجروح. مجروح!!