أسس المماليك في مصر والشام دولتين متعاقبتين كان مركزهما القاهرة.. الأولي كانت دولة المماليك البحرية.. ومن أبرز سلاطينهم عز الدين أيبك وقطز وبيبرس البندقداري ومحمد وخليل ابنا قلاوون.. وقد استعاد خليل "عكا" آخر معقل للصليبيين في بلاد الشام.. ثم تلتها دولة المماليك البرجية بعد انقلاب عسكري قام به السلطان الشركسي برقوق الذي تصدي فيما بعد لتيمور لنك واستعاد ما احتله التتار في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد.. فبدأت دولة المماليك البرجية الذين عرف في عهدهم أقصي اتساع لدولة المماليك في القرن التاسع الهجري.. وكان من أبرز سلاطينهم برقوق وابنه فرج وإينال والأشرف بارسباي فاتح قبرص وقنصوه الغوري وطومان باي. كان المماليك عبيداً استقدمهم الأيوبيون.. ثم زاد نفوذهم حتي تمكنوا من الاستيلاء علي السلطة سنة 1250 م. وكانت خطة هؤلاء القادة تقوم علي استقدام المماليك من بلدان غير إسلامية.. وكانوا في الأغلب أطفالاً يتم تربيتهم وفق قواعد صارمة في ثكنات عسكرية معزولة عن العالم الخارجي.. حتي يدينوا بالولاء الخالص للحاكم.. وبفضل هذا النظام تمتعت دولة المماليك بنوع من الاستقرار كان نادراً آنذاك. قام المماليك في أول دولتهم بصد الغزو المغولي علي بلاد الشام ومصر.. وكانت قمة التصدي في موقعة عين جالوت بعدها وفي عهد السلطان بيبرس والسلاطين من بعده.. ركز المماليك جهودهم علي الإمارات الصليبية في الشام.. فقضوا سنة 1290 م علي آخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام "عكا". وفي عهدهم أصبحت القاهرة مركزاً رئيسياً للتبادل التجاري بين الشرق والغرب.. وازدهرت التجارة وازدهر معها اقتصاد الدولة.. وقام السلطان برقوق بقيادة حملات ناجحة ضد تيمور لنك وأعاد تنظيم الدولة من جديد.. كما حاول السلطان برسباي أن يسيطر علي المعاملات التجارية في مملكته.. فكان لهذه العملية تأثير سييء علي حركة هذه النشاطات.. وبداية من عام 1450 م بدأت دولة المماليك تفقد سيطرتها علي النشاطات التجارية وأخذت الحالة الاقتصادية للدولة تتدهور.. ثم زاد الأمر سوءاً التقدم الذي أحرزته الدول الأخري علي حسابهم في مجال تصنيع الآلات الحربية.. وفي سنة 1517 م تمكن السلطان العثماني سليم الأول من القضاء علي دولتهم.. وضم مصر والشام والحجاز إلي أراضي الدولة العثمانية.