كان للسلطان( برقوق).. ثلاثة أبناء خلفه منهم ابنه الأكبر من زوجته الاغريقية( الناصر فرج).. وسمي فرج عندما انتصر والده علي ثورة بعض الأمراء بقيادة ( منطاش). وتولي فرج الحكم وهو لم يتجاوز سن13 سنة.. واستطاع أن يقبض علي زمام الحكم, ففي نهاية سنة1400 م قاد الجيش إلي سوريا لصد هجوم تيمور الذي استولي علي حلب وهدد دمشق وتمكن الجيش المصري من طرده, ولكنه عاد عندما اضطر فرج العودة إلي مصر لقيام فتنة بين أمراء الجيش واستطاع تيمور دخول دمشق وأحرق دورها وخربها وجعل من شمال سوريا خرابا, ولم تتح الفرصة لتيمور دخول مصر إذ توفي في فبراير سنة1405 م.. بينما كان الناصر فرج يعد جيشا للدفاع عن مصر والشام. وبعد ذلك كانت القاهرة مسرحا للفتن والاضطرابات بين المماليك ومحاربة السلطان وهزيمته واختفائه, واعتلي أخوه عبدالعزيز العرش لمدة شهرين إلي أن عاد فرج إلي الحكم بمعاونة الأمير( يشبك).. وكان مدة حكم فرج من أتعس الأزمنة وأشقاها لمصر تارة من الضيق المالي من ضرائب السلطان الفادحة, وأخري من مهاجمة القراصنة الأوروبيين لسواحل الإسكندرية سنة1403 م وبيروت وصيدا, كما رابط العثمانيون علي الحدود الشمالية, وهذه الحالة لم تتغير كثيرا في حكم السلاطين الخمسة الذين تولوا الحكم بعده. وفي عهد السلطان( المؤيد شيخ).. تولي ابنه إبراهيم إيقاف محاولات التركمان الاستيلاء علي طرسوس وعاد إلي مصر واستقبله الشعب استقبالا حافلا بالزينات, وخشي أبوه أن ينقلب عليه وقيل أنه دس له السم ومات في العام التالي.. وبعد المؤيد تولي السلطة عدة أفراد لم يمتد مدة حكمهم طويلا إلي أن تولي برسباي. وقد جلس برسباي علي عرش الحكم16 عاما.. كان مثال الحزم والقوة رغم احتكاره التجارة وقسوة حكومته ووحشية أتباعه, إلا أن أحدا لم يجرؤ علي القيام بثورة, وامتد نفوذه إلي الخارج باستيلائه علي جزيرة قبرص وكانت قاعدة القراصنة, وفي سنة1424 أبحر بعض المتطوعين بسفنهم من دمياط وبولاق وطرابلس إلي قبرص وهاجموا مدينة لانسول وعادوا بالغنائم والأسري. وشجع هذا السلطان إلي إعداد اسطول من40 سفينة في العام التالي لمهاجمة قبرص واستولوا علي المواني وأسروا ألف أسير والكثير من الغنائم, ولم يقتنع برسباي بهذا النصر وصمم علي احتلال الجزيرة وجهز في العام التالي أسطولا كبيرا وانتصر جيش مصر وأسروا الملك جيمس ملك قبرص وكثيرا من قواده. وسقطت بعد ذلك نيقوسيا وعاد الاسطول المصري منتصرا, وسيق الملك جيمس حاسر الرأس إلي القلعة ومثل بين يدي السلطان ودفع بعد ذلك100 ألف دينار كفدية ليعود إلي قبرص, وظلت بلاده تدفع الجزية لمصر حتي آخر الدولة المملوكية, وتوفي برسباي غير مأسوف عليه من الشعب.