مضي النصف الأول من رمضان ومازال شلال الدراما يقذف في عيون الناس وقلوبهم وعقولهم نماذج الردح "الحياني" وصور البلطجة والعري والشر كأن ذلك هو الشيء السائد في بر مصر المعمورة كأن مصر هي الفوضي والمؤامرات والخيانات وحكايات شريرة ترسخ في أعماق المشاهد أن ذلك كله عادي في حياتنا اليومية. الفن هو ترقية الذوق والنهوض بالمشاعر وتزكية العقل والنفس ويقول بعضهم إن هذا فصيل من المجتمع ونقول لهم ليس هو المجتمع كله ولا حجة لكم بضرورة نقل الواقع كما هو وإنما الفن إبراز الجمال وإلقاء الضوء لكشف كل نافع ومفيد وناهض بفكر الناس وبأخلاقهم. ما يسمي ببرامج المقالب هو إهانة بمعني الكلمة لإنسانية الإنسان وقيمته وكشف عورات نفسية للضحية بقصد الضغط علي الضحكة لإخراجها علي حساب الضيف الذي يضطر لإخراج كل ما لديه من سب وعنف انتقاماً لنفسه. ألا توجد وسيلة أخري للترفيه عن الناس وإدخال البسمة عليهم بدلاً من السخرية من بعضنا؟! المستشار/ محمد محمد خليل رئيس محكمة الاستئناف