عرفنا 'رمضان' شهرًا تُغفر فيه الذنوب، وتمحي السيئات، وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب الجحيم، وتسلسل فيه شياطين الجن.. ولكن 'شياطين الإنس' من 'الأشرار' و'الفجار' يأبون أن 'يتسلسلوا' أو 'يهدأوا'. ينفذون بتحدٍ غريب 'خيانتهم' المشبوهة للشهر الكريم.. يقضون أشهر العام السابقة لحلول الشهر الفضيل في استعدادات متواصلة، ليطلقوا علينا 'سيول' مسلسلاتهم المنحطة، و'زلازل' مشاهدهم الفاجرة، و'براكين' برامجهم الساقطة.. يستخدمون فيها كل وسائل 'الردح' و'الإسفاف'. يهيئون المسرح قبل حلول الشهر المعظم بإعلانات 'كثيفة' تغرق الشاشات، والشوارع، والميادين.. تحمل وجوهًا 'خليعة' وساقطات في عالم 'الرقص' والابتذال 'تفطر الصائم'.. من شاشات 'تزغلل' عيون المشاهدين، بإفيهات مختارة 'بعناية'، ومشاهد تحمل كل ما هو 'مثير'، وعبارات تحض علي 'الرذيلة'. كل ذلك يتم بإيقاع سريع، ومؤثرات صوتية 'زاعقة'، وموسيقي صاخبة، لا تترك لضعاف النفوس غير الانهيار أمام دعواتهم 'الماجنة' والجلوس أمام الشاشات لساعات، ليتابعوا 'مسيرة الانحراف' التليفزيونية، وملحمة 'العري' والافتراء علي الشهر الكريم. فالفنانات المحترفات في لغة 'الرقص' و'الردح' يتفنن في كل عام في 'سك' الافيهات 'البذيئة'، ليحفظها الشباب والفتيات، يرددونها بذات طريقة العرض 'المبتذلة' في غرس 'مشبوهة' لثقافة 'الانحلال'.. فبدلاً من أن يتدافع الشباب للمساجد لأداء الصلوات، والعبادات.. تقيد المسلسلات والبرامج 'الهايفة' أقدامهم بأصفاد 'السقوط' وأغلال 'المجون' كي لا يبرحوا أماكن 'تسمرهم' أمام الشاشات لساعات طوال. والممثلات اللاتي 'يظهرن' من أجسادهن علي الشاشة أكثر مما 'يسترن'.. يمارسن الميوعة، ويقدمن أدوارًا عن موضوعات، أبعد ما تكون عن قيمنا 'السامية' وتقاليدنا 'الثابتة'.. وهو 'انحراف' يؤكد استمرار بعض من يلهثون وراء 'اكتناز' المال في غيهم ضد كل ثوابت مجتمعاتنا وأوطاننا و'ديننا الحنيف'. إن خلاصة ما يقدم علي الشاشات الرمضانية من مسلسلات ما هو إلا خليط من 'سفه' و'انحطاط' و'جرائم' و'اغتصاب' و'علاقات محرمة'.. وعرض صور ل'الخيانة الزوجية' و'جرائم سرقة' و'شرب للخمر' و'المخدرات'.. فيما لا تقدم البرامج سوي الغيبة، والنميمة، والردح، والمقالب العبثية لفنانين يقبلون 'مسخرتهم' علي الهواء مقابل مبالغ مالية، يلهفونها من المنتجين. إن الاستمرار علي هذا النهج من 'الانحطاط' هو أكبر خيانة للشهر الكريم، لأنه يلهي الناس عن العبادة، ويمنح عناصر الإرهاب 'مادة خصبة' لتنفيذ جرائمهم.. والسؤال الذي لن نمل من تكراره: أين الدولة، وأجهزتها من كل ما يجري من 'سقوط'؟!