أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ففيه تتضاعف الحسنات وتُغفَر الذنوب وتُمحى السيئات، وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب الجحيم وتسلسل فيه شياطين الجن.. بينما شياطين الإنس الأشرار الفجار - وكما عهدناهم لسنوات طوال - في تأهب دائم واستعداد تام لتنفيذ مؤامرتهم الحقيرة الخسيسة على هذا الشهر الكريم لإلهاء الصائمين وصرفهم عن أداء العبادات حتى لا يفوزون بالأجر والثواب المضاعف، وذلك في إطار الحرب الشعواء المنظمة على الإسلام والمسلمين!.. مع قدوم الشهر الفضيل كل عام يأتي موسم المسلسلات المنحطة الداعية للفجور والانحلال والبرامج التافهة الساقطة التي يقوم عليها كل بارع في فن الردح والتشليق ودس السم في العسل!، هذا الموسم الذي يجعل الكثيرين فى عالمنا العربي يضعفون ويجلسون أمام شاشات التلفاز لساعات طوال، وكأن متابعة هذه التفاهات لا تحلو إلا في هذا الشهر، مما يؤكد إصرار القائمين على الفن والإعلام على إفطار الصائمين على طريقتهم!
لقد دأب التليفزيون المصري بقنواته الأرضية فضلً عن الكثير من الفضائيات المصرية والعربية منذ سنوات على الإعلان عن المسلسلات والبرامج التي سيتم عرضها في رمضان قبل قدومه بعدة أشهر، حيث نشاهد بين كل فاصل وآخر دعاية عن مسلسل أو برنامج مُختَتَمة بعبارات شهيرة منها: قريبًا في رمضان، مسلسلاتك عندنا، على شاشتنا في رمضان، حصريًا خلال رمضان.. إلخ
وكل قناة تأتي بعبارة أكثر جاذبية ولفتًا لانتباه المشاهدين، كما تأتي بالممثلين والممثلات ليقوموا بعمل هذه الدعاية مع بث بعض اللقطات القوية من مسلسلاتها الحصرية وغير الحصرية والتي قد تثير أي شخص لمتابعة هذا المسلسل أو ذاك البرنامج، وعندما يأتي الشهر الكريم يبدأ سيل البرامج والمسلسلات، ويبدأ معه تجمع معظم الناس حول التلفاز، حيث يقومون بتقليب المحطات الفضائية والتي قارب عددها الألف قناة لمشاهدة ما طاب لهم!!..
لا يخفى عن أحد ما تحويه هذه المسلسلات والبرامج من ابتزال وعُري وسفه وانحطاط، ففيها ممثلات يظهرن من أجسادهن أكثر مما يسترن، وأغلب الممثلين يتصفون بالميوعة، ويقدمون أدوارًا ومواضيع شديدة الخطورة والسلبية على مجتمعاتنا العربية بدعوى حرية التعبير والرأي وتسليط الضوء على أهم المشكلات والعيوب في المجتمع لعلاجها ومنها:
- علاقات الشباب مع الشابات وعرض صور للخيانة الزوجية وتبريرها.. - جرائم اغتصاب وعلاقات محرمة وجرائم سرقة وشرب للخمر والمخدرات.. - إبراز العديد من الظواهر التي ظهرت في المجتمعات الخليجية والعربية بصورة فاضحة وخادشة للحياء.. - طرح طرق جديدة في غاية الغرابة لكيفية ارتكاب بعض جرائم القتل والسرقة والتزوير مما يزيد معدلات الجرائم في المجتمع..
أما عن البرامج فحدث ولا حرج، فمنها برامج متخصصة في النميمة والغيبة والردح يستضيف مقدموها مجموعة من المشاهير سواء في الفن أو السياسة أو الإعلام، ويتقاضون مبالغ باهظة مقابل ذلك العبث، وهناك نوع آخر من البرامج وهي البرامج التى تعرض فوازير ومسابقات تقدمها مذيعات متبرجات يضعن أطنانا من مساحيق الماكياج على وجوههن مع إبراز القليل من المفاتن والتحدث بأسلوب غير محترم وغير لائق لجذب الجمهور!!..
السؤال الذي يفرض نفسه.. من المسؤول عن استمرار تمرير مثل هذه الأعمال المنحطة لعرضها في هذا الشهر الفضيل لإلهاء الناس عن عبادتي الصوم والصلاة بهذا الشكل المخجل والمؤسف؟!.. أما آن الأوان كي يخرج الأزهر الشريف أو تخرج دار الإفتاء المصرية عن صمتهما الرهيب ليحرما ويجرما عرض هذه السموم في رمضان الذي جعل منه أعداء دين الله وحلفاء الشيطان موسمًا لقلة الأدب والمسخرة، زاعمين الترويح والتخفيف عن المشاهدين الصائمين؟!.. حسبنا الله ونعم الوكيل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.