* في حواره لإحدي الصحف الخاصة "28/5" قال د. طارق شوقي أمين عام المجالس الاستشارية لرئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي وافق علي 12 مشروعاً للمجالس المتخصصة. منها 4 مشروعات من مجلس التعليم يختص أحدها بتدريب 10 آلاف معلم لمدة عام ونصف بالتعاون مع منظمة اليونسكو. ويكون التدريب وفق منهج معتمد عالمياً. وبعد تدريبهم سيكونون بمثابة سفراء يشكلون فريق عمل للمساهمة في تطوير التعليم. ويصبحون نواة لتطوير سائر المعلمين الآخرين.. ولم ينس د. شوقي التأكيد علي أن بقاء التعليم علي هذا الوضع يهدر جميع القرارات الاصلاحية. ودعا إلي ضرورة مناقشة إشكالية مجانية التعليم مجتمعياً للوصول للحل الأمثل في اقتصاديات العملية التعليمية وكذلك وضع معايير جديدة للقبول بالجامعات.. وهذه بلا شك خطوة جيدة علي طريق إصلاح التعليم المتعثر.. ولأن عالمنا د. شوقي كان يتحدث في الخطوط العريضة للإصلاح فلم يشأ ان يخوض في التفاصيل.. ولم يقل لنا مثلاً ماذا سنفعل مع التعليم الأجنبي في مصر ولا الجامعات الأجنبية التي تحولت إلي بؤرة لسرقة العقول النابهة من شبابنا ولا برامج التعليم المفتوح بالجامعات كأبواب خلفية للحصول علي شهادات جامعية بلا جدارة أو استحقاق مما يؤثر علي معايير الجودة والكفاءة. مصر بحاجة إلي غربلة المنظومة التعليمية والبحثية كافة. بدءاً من دور الحضانة وحتي ما بعد الماجستير والدكتوراة. فبعض المدارس ينتج أمية لدرجة أن عدد الراسبين في امتحان القراءة في المرحلة الابتدائية قارب المليون.. كما أن نسبة الأمية خارج المدارس نحو 26.1% بما يعادل 16.5 مليون نسمة "عام 2011".. وفي المقابل هناك نسبة هائلة من حملة الماجستير والدكتوراه وبين هؤلاء للأسف عاطلون تظاهروا مراراً أمام مجلس الوزراء للحصول علي وظيفة. ناهيك عن جيش عرمرم من الباحثين في أجهزة الحكومة وخارجها. حيث قدر جهاز الإحصاء الحاصلين علي الدكتوراه وحدها من جامعات مصرية وأجنبية بنحو 49 ألفاً و853 شخصاً في الفترة بين 1990 وحتي ..2009 بينما بلغ عدد الباحثين 110772 عام 20014 كما ارتفع ترتيب مصر في التقرير الدولي للابتكار من المركز 108 إلي ..99 في حين انخفضت براءات الاختراع من 683 إلي 641 رغم الزيادة السنوية المطردة في أعداد الحاصلين علي الماجستير والدكتوراه.. وهذا هو بيت القصيد.. طحن بلا طحين. ذلك أن الأبحاث والدرجات العلمية صارت مجرد وسيلة للترقي الاجتماعي والوجاهة والحصول علي المزايا والمكافآت وليس لتحسين جودة الحياة.. وإلا فبم نفسر ما نراه من تردي وتخلف وتراجع وأمراض لعل أخطرها مرض "التقزم" أو نقص النمو في الطول عن المعدلات الطبيعية الذي يصيب نحو 30% من أطفالنا دون الخامسة بحسب د. حسين منصور رئيس وحدة سلامة الغذاء. والذي أرجعه إلي تلوث الغذاء والمشروبات في ظل انعدام الضمير وغياب الرقابة وقصور التشريعات ناهيك عما يسببه التلوث من الزهايمر وتأخر سن الإنجاب بين كثير من المتزوجين في مصر!! وفي حديثه عن البحث العلمي فجر د.طارق شوقي مفاجأة صادمة حين قال: "توجد في مصر فبركة وسرقة أبحاث علمية.. ومصر مصنفة رقم واحد في العالم في سرقة الأبحاث العلمية. لدينا أساتذة جامعات وباحثون سرقوا أبحاثاً علمية. وهذا ثابت عليهم ولا يمكن محاسبتهم لعدم وجود آليات قانونية.. حتي العلماء أصابهم الفساد!!