تفائل العاملون بحقل النعليم والبحث العلمي عقب قيام ثورة 25 يناير بتغيير المنظومة أو البدء في وضع اللبنة الأولي علي طريق الإصلاح للمنظومة التي تأخرت كثيرا في مصر عن مثيلاتها في ماليزيا والهند وكوريا الجنوبية ممن كانوا رفقاء الدرب في بداية الخمسينيات وكانوا يتحسسوا الخطوات الاولي معنا ، ولكن للاسف الشديد لم نجد إلا تعاقب وزراء عقب ثورة يناير المباركة يحملون حقيبة وزراة التعليم العالي والبحث العلمي مجمعة تارة ومفرقة تارة دون إحساسنا بأي شيء سوي التصريحات والتصريحات المتعاقبة وجميعها اسخف من بعضها وعند قراءة معظم الكلمات الوردية منهم نجد حالة من الإستخفاف وعدم الإدراك وعدم وجود رؤية واضحة للعمل من خلالها فنجد مثلا تصريحات عن زيادة المرتبات وتحسين الاوضاع المعيشية ثم يبدأ الحديث عن تطوير منظومة التعليم وأفكار جديدة لمسار البحث العلمي والعناية بشباب الباحثين ، ونجد كل منهم حريص علي الإجتماع بأبن مصر البار د. أحمد زويل دون أن نسمع أن هذه الاجتماعات اسفرت عن شيء سوي التقاط الصور والفيديوهات لنشرها بوسائل الاعلام المختلفة. أما بالنسبة للسادة اعضاء لجنة التعليم بمجلس الشعب فلا استطيع أن اتحدث عنهم لانهم ببساطة لا حس ولا خبر سوي اطلاق الوعود لكل من يحمل اليهم شكوي أو مظلمة ، اما لجنة التعليم بمجلس الشوري فاعتقد أنه تم إلغائها نهائيا إما لعدم وجود متخصصين من أعضاء المجلس أو لعدم وجود غرفة للجنة داخل المركز ومنتظرين بس يحصلوا علي شقة في اسكان الشباب (مبارك سابقا) للقيام بأعمالهم والتي لن تختلف عن أعمال أقرانهم بمجلس الشعب. وما يثير الاشمئزاز بمعني الكلمة هو الحديث الذي تم تناقله علي لسان د. صفوت النحاس في مجلس الشعب أمام لجنة التعليم بحضور وزير التعليم العالي السابق ووزيرة البحث العلمي ومجموعة من ممثلي الحاصلين علي الماجستير والدكتوراه حيث نقل عنه ( أنه لا يستطيع توفير كادر بحثي أو تمييز مادي لحملة الماجستير والدكتوراه المعينين علي الكادر العام لان هذا الفعل سوف يدفع الاخرين للحصول علي الدرجات الفوق عليا !!؟؟ وطبعا غلفه أن العدد كبير ويصل إلي 400 ألف موظف حاصل علي الماجستير والدكتوراه بالقطاع الحكومي)أما بالنسبة لغير المعينين من حملة الماجستير والدكتوراه فلم يتم توفير أية فرص للعمل لهم علي الرغم من قيام الحكومة من الإعلان عن توفير فرص عمل لاوائل دفعة 2011 طبقا لما اعلنته الحكومة المصرية ، وطبعا للحكومة والمسئولين كل العذر في عدم تعيين هؤلاء لأنه طبقا للدستور المصري كل من يحصل علي الماجستير والدكتوراه تصبح والدته حاملة للجنسية الامريكية مثل الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل اللي صدعنا هو وانصاره وكأنه هيفك العمل المعمول لمصر ومحدش هيعرف غيره. طبعا ما سبق أن ذكرته عند تحليله جيدا نجد أن المسئولين لا يثقون في هذه الشهادات الحاصلين عليها هؤلاء الاشخاص لإنهم يعرفون جيدا حقيقة المستوي المتدني للبحث العلمي في مصر وبالتالي لن يفرغ شيء جيد علي الرغم من أن كل هؤلاء المسئولين إما اساتذه في الجامعة أو المراكز البحثية وهم نتاج هذه المنظومة !؟ ، ولكن قناعاتي الشخصية تقول أن معظم هؤلاء المسئولين كافرون بفكرة البحث العلمي في الاصل وغير مقتنعين بأهميتها أو أي دور لها في تنمية المجتمع وعلي رئسهم السيد الاستاذ الدكتور / كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء والاستاذ بمعهد التخطيط والذي يعلم جيدا ابعاد المشكلة دون حتي أي اهتمام أو بادرة لحلها سواء بتوفير فرص عمل عن طريق التعيين بالجامعات والتي طبقا لمعايير الجودة تحتاج لهؤلاء أو انشاء كادر بحثي يعين عليه هؤلاء بالجامعات أو اعطائهم كادر بحثي في أماكن عملهم طبقا لتوصيف معين ومهام معينة وليس من أجل المنظرة ، وطبعا المراكز البحثية يمكن أن تستوعب مجموعة غير قليلة بالاضافة الي وجود مجموعة مميزة من الوحدات التي تتبع الوزارات المختلفة ومنها وزارة البحث العلمي والتي تصلح أن يتم تحويلها الي مراكز بحثية ويمكنها أن تلعب دور في تنمية الاقاليم التي توجد بها ، واريد أن اذكر هنا أني واحد من هؤلاء حيث نشعر بحسرة شديدة ففي الوقت الذي يتم مناقشة زيادة مرتبات افراد الشرطة من ضباط وامناء ومندوبين الي مبالغ تفوق مرتب استاذ الجامعة وكذلك إعطاء ضابط شرفي للامناء والمندوبين نحرم نحن من إنضمامنا الي قافلة البحث العلمي طبقا لمؤهلاتنا العلمية .....ولكن لن نيأس فسوف يأتي اليوم لنجد من بين المسئولين من يؤمن بالبحث العلمي وأهميته ويتولي مقاليد المسئولية ويقوم بهيكلة المنظومة التي شاخت وتعفنت في عهد المخلوع فلابد من هيكلة جميع قطاعات وزراة البحث العلمي بلا استثناء وتغيير حقيقي يلمس كبد الحقيقة واسنادها الي قيادات أكثر فهما بطبيعة المرحلة المقبلة في مصر ، كذلك إعادة الرؤية في منظومة التعليم بالجامعات ووضع استراتيجية حقيقية لتفعيلها نحو منتج أفضل لسوق العمل. وأخيرا أقول أنا عاوز اتساوي بمندوب الشرطة وبلاش شهادة الماجستير ولا الدكتوراه التي تجعلني في ذيل إهتمامات المسئولين . محمود جلال العارف [email protected] مركز البحوث الاقليمي بسوهاج أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا 01063424168