عندما قامت الحكومة في العهد الناصري بتكوين مراكز الشباب كان الهدف الأساسي هو إتاحة الفرصة لأبناء الطبقة العاملة من الشباب لمزاولة شتي أنواع النشاط "رياضي وفني وثقافي واجتماعي".. وقام المسئولون في ذلك الزمن باقتطاع جزء من أرض نادي الجزيرة الارستقراطي وتحويله إلي مركز شباب. هو مركز شباب الجزيرة كان الاشتراك أيامها لا يزيد علي خمسة قروش وكان أبناء الطبقة العاملة يزاولون شتي أنواع اللعبات وقدمت هذه المراكز العديد من النجوم الذين لمعوا في شتي اللعبات في الأندية المختلفة ثم جاء علي هذه المراكز حين من الزمن حولها نواب الحزب الوطني إلي مقار انتخابية ليقلص دورها من مراكز إشعاع رياضي ثقافي إلي نوع من الدعاية لمرشحي هذا الحزب وتحول مركز شباب الجزيرة بالذات إلي مكان لا يمت للشباب بصلة إذ قام أحد المسئولين عنه إلي بتحويله ناد به مبني اجتماعي كما قام بعملية تأجير لملاعبه إلي الشركات لتقوم فرقها بالتدريب عليها وأصبح الشباب من بولاق وعابدين وبقية الأحياء المجاورة مجرد متفرجين علي ما يحدث في المركز الذي أسس خصيصاً من أجلهم!! كما قام المسئولون عن هذا المركز وغيره من نواب الحزب الوطني بتحويل صالاته وملاعبه إلي صالات أفراح وليال ملاح ومع ذلك زاد مبلغ الاشتراك في هذه المراكز إلي ستة جنيهات رغم كل ما قلناه عن السبب في تأسيس هذه المراكز في خدمة الشباب العامل من سكان الأحياء الشعبية. ثم جاء علي الرأس الإداري لهذه المراكز الدكتور صفي الدين خربوش فلم يكتف بهذه الممارسات فقام بتحطيم البقية الباقية من أسس هذه المراكز فرفع الاشتراك إلي مائة جنيه وأنا لا أدري من أين لشاب عامل بسيط في دفع مثل هذا المبلغ الكبير جداً علي مثل هؤلاء الشباب العاملين لكن يبدو ان السيد الدكتور خربوش يعيش في عالم آخر ولا يعرف ماهية معاناة شاب فقير. ان هذه المراكز في حاجة إلي من يعرف الغرض من تشييدها أي أننا في حاجة إلي عودتها إلي أبناء الأحياء الشعبية والريفية وان تكون فعلاً مراكز إعداد شباب وليس مثل الأندية الكبري التي تمنع وصول مثل هذه الجموع من الشباب إلي عضويتها. ثم اننا في حاجة إلي رجال من طراز عادل طاهر أول مدير لرعاية الشباب وكيف انه كان يحس فعلاً بمعاناة هذا الشباب لهذا شهدت هذه المراكز في عهده نهضة ممتازة تشبه نهضة الساحات الشعبية في عهد الراحل مختار التيتش .. وفي كلمة نحن في حاجة إلي مجلس أعلي أو وزارة تجمع بين التربية الرياضية والشبابية حتي لا يكون هناك انفصال بين هذه الأنشطة .. وهي متكاملة فعلاً.