لا يعلم كثيرون. قيمة صناعة الموبيليا في محافظة دمياط. وتعتبر صناعة الأثاث كأي صناعة وأي مهنة. تدر دخلاً علي صاحبها فقط. بينما ينظر البعض لصناعة الأثاث. من زاوية الاتقان العالي والخبرة والتميز والتفرد. وآخرون يعتبرونها "الدفينة" الكبري التي يحتفظ صناع الأثاث بسرها وعظمتها. ولكن. كيف ينظر أهالي دمياط أنفسهم لصناعة الأثاث. أو الموبيليا كما يحبون أن يطلقوا عليها؟ ورغم ما شهدته محافظة دمياط من ركود في صناعة الموبيليا يري المراقبون أن الأيام القادمة سوف تشهد صناعة الأثاث رواجاً كبيراً. يقول صلاح مصباح الخبير في حرفة صناعة الأثاث. إن الموبيليا هي "الحياة" والشريان الرئيسي بمحافظة دمياط. حيث يعتمد عليها أهالي دمياط جميعاً. وسر تواجده ومقاومتها للانهيار. هو العمل الجماعي و"التخصص" في الانتاج. فمثلاً لا يقوم فرد بصناعة غرفة نوم بمفرده. ولكن كل ورشة صغيرة تقوم بصناعة شيء معين في غرفة النوم. وكذلك أطقم الصالون. هناك ورش تقوم بحفر "المخادع" وورش أخري تقوم بدق "الأرجل" وهكذا. وهذه الطريقة أعطت سرعة في الانتاج. ودقة في الصناعة. أيضاً حددت دورة رأس المال. وهي أسبوعية وليست شهرية. وهذا يعطي دخلاً أكبر للمواطن الدمياطي. وحياة أكثر رفاهية. ولكن ما يحدث الآن مرعب وخطير ويخالف ما كانت عليه الصناعة في السنوات الماضية. وهناك من يخرب في هذه المنظومة أو "الحياة". واستنكر "مصباح" وجود مكاتب وكراسي مستوردة من الصين. في المصالح الحكومية. والمدارس. معتبراً ذلك جريمة كبري يحاسب عليها كل من يعطي أوامر بذلك. ولو اتجهت الحكومة لصناعة الأثاث المكتبي في دمياط كصناعة محلية. فلن تتوقف ورشة ولن يغلق مصنع. ويصبح هذا دعماً من الدولة. بدلاً من الاستيراد من الخارج. المحاسب أحمد سرية أشار إلي أن سياسات الدولة يجب أن تتغير. حتي لا نفقد صناعة الأثاث كما فقدنا من قبل صناعة الحرير والأحذية. التي اشتهرت بهما دمياط من قبل وأول هذه السياسات وقف استيراد منتج مشابه من الصين وتركيا. تحت مسمي حرية التجارة. وهو ما أضر بورش صناعة الأثاث. حيث أغلقت آلاف الورش. ولم تصمد ضد هذه السياسات. في الخمس سنوات الماضية. وذلك بسبب سياسات اقتصادية خاطئة اتبعتها الحكومات السابقة وحتي الحالية. وعدم الاهتمام بصناعة الأثاث ودعمها كمنتج مصري تعتمد عليه محافظة كاملة. تعتبر أن صناعة الأثاث ليست مهنة ولا صناعة. ولكن "حياة" ويعمل فيها أكثر من نصف مليون عامل. من دمياط ومحافظات أخري. من بينها كفر الشيخ والمنصورة والشرقية والمحلة. وهؤلاء يعملون في مهن مساعدة لصناعة الأثاث. أيضاً هناك أكثر من 120 ألف ورشة منتشرة في مدن ومراكز وقري دمياط. اللواء محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية بدمياط. يعترف بوجود أزمة في صناعة الأثاث. ويري أن سببها هو الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد. وأثرت بشكل كبير علي عملية التسويق. سواء في الأسواق الداخلية أو الخارجية. حيث تراجع معدل التسويق بنسبةم 50% في 2013 ويتزايد كل عام بشكل بطئ. وبنفس النسبة تقريباً تراجع حجم التصدير. ولكنه شهد تحسناً خلال العام الماضي 2014. بعد افتتاح أسواق في بعض الدول العربية والأجنبية والمحافظات. مشيراً إلي أن الارتفاع الكبير في أسعار الخامات. التي تستوردها دمياط من الخارج. أدي إلي اغلاق عدد كبير من الورش. بالإضافة إلي الأزمات التي شهدتها البلاد. والتي ساهمت في ازدياد الأزمة. مثل ارتفاع أسعار السولار الذي تستخدمه سفن النقل. وسيارات نقل الخشب وباقي الخامات المستخدمة في صناعة الأثاث. وبالرغم من ذلك يقول "الزيني" إن الغرفة التجارية بدمياط تبذل مجهودات كبيرة لوضع الأثاث الدمياطي علي خارطة السوق الداخلية بقوة. والحفاظ علي مركزها الاقتصادي في صناعة الأثاث. مؤكداً أن الغرفة تبني الآن معرضاً دائماً في القاهرة الجديدة. والأثاث الدمياطي سيتم عرضه بشكل أساسي في المعرض. لنكون في مكان أقرب إلي المستهلك في كل مكان في مصر. أما محمد الحطاب عضو مجلس إدارة نقابة صناع الأثاث بدمياط. فيعتبر أن مشاكل عمال وصناع الأثاث بالمحافظة تتمثل في ارتفاع كل الخامات الموجودة في السوق بشكل دائم ومستمر. وكل مرة تصل إلي 20% في جميع الخامات المحلية والمستوردة. أيضاً عدم قيام الدولة بزيادة الدعم علي الصادرات. ودور الدولة في فتح أسواق جديدة خارج مصر بمساعدة الملحقين التجاريين في السفارات المصرية في الخارج. لافتاً إلي وجود بعض الدراسات التي تؤكد امكانية توفير الأخشاب في مصر. للحد من استيراد كل شيء من الخارج. وهو ما يؤثر علي الصناعة بشكل دائم. فنسبة الخامات المستوردة تصل إلي 98% من الخامات. وبالرغم من دعوات التفاؤل القليلة التي تنطلق بين الحين والآخر لانقاذ صناعة الأثاث بدمياط. إلا أن المهندس ياسر العوضي عضو مجلس إدارة جمعية المستثمرين وأحد مصممي الأثاث يقول ان صناعة الأثاث في محافظة دمياط ستشهد طفرة كبيرة بعد المؤتمر الاقتصادي وبناء الوحدات السكنية والإدارية وبناء العاصمة الجديدة سوف تجعل أبناء دمياط من صناع الأثاث تعمل ليل نهار وفي الأيام القليلة القادمة سوف يشهد سوق الموبيليا رواجاً كبيراً حيث يتم في تلك الأيام بناء وحدات سكنية جديدة بجميع المدن الجديدة وجميع المحافظات علاوة علي الوحدات السكنية التي تم الانتهاء وبدء تسليمها بالمدن الاستثمارية. ويؤكد محمد شريف أحد صناع الموبيليا علي أن أصحاب معارض الموبيليا بدأوا في طلب كميات من الورش وأصبح هناك طلب متزايد عكس الأيام الماضية كان هناك حالة من الركود وتسبب في اغلاق الكثير من أصحاب الورش الصغيرة والبعض من تلك الورش قام بالعمل في اتفاقية القوات المسلحة مع نقابة صناع الأثاث في تصنيع تخت للمدارس.