بين عشية وضحاها وجد عمال أسمنت طره الذين يزيد عددهم علي 860 عاملاً أنفسهم في الشارع بلا رحمة بعد أن أغلق المستثمر الإيطالي أبواب المصنع في وجوههم غير مبال بما سيعانونه هؤلاء العمال هم وأسرهم من غلاء المعيشة وتوفير قوت يومهم بعد توقفهم عن العمل الذي يعتبر هو المصدر لرزقهم.. ورغم مرور أكثر من أسبوعين علي ما حدث إلا أن الحكومة تقف وتتفرج علي عمال مصر وهم يصارعون من أجل البقاء في عملهم يقفون في الشارع ليل نهار للمطالبة بحقوقهم ولكن لا حياة لمن تنادي. * ما ذنب هؤلاء العمال لكي تتجاهلهم الحكومة وتدير لهم ظهرها وتتركهم يعانون الأمرين مع المستثمر الإيطالي فإن كل ذنبهم هو المطالبة بالأرباح السنوية التي تعتبر حقاً لأي عامل يكد ويكدح طوال العام من أجل حصوله عليها ولكن جشع المستثمر يقف حائلاً أمام تحقيق هذا المطلب الذي هو حق مشروع خاصة أن الأرباح السنوية لعام 2014 لهذا المصنع لا تقل عن 900 مليون جنيه وهذا يؤكد أن المصنع يعمل بكفاءة عالية وهذه النتيجة طبعاً لا ترضي المستثمر لأنه يحاول بشتي الطرق أن يثبت بأن المصنع يتعرض لخسائر فادحة حتي يستطيع إغلاقه والاستفادة بأرضه الموجودة في موقع متميز بكورنيش النيل.. لأن هناك في القانون ما يؤكد بأن الشركة التي تتعرض لخسائر لأكثر من ثلاث سنوات يحق للمالك تصفيتها. هل هذا معقول نترك مستثمراً يتلاعب بحقوق العمال الغلابة في حين أن إدارة الشركة تبعثر الأموال الموجودة لديها من فائض الأرباح في صيانة الأفران المتوقفة عن العمل.. وهذا دليل قاطع بأن المستثمر لا يريد أن تستفيد الحكومة المصرية وباقي المستثمرين المالكين معه ولا العمال من الأرباح السنوية ومع ذلك الحكومة واقفة تتفرج. * لابد من تحرك سريع من الحكومة لوقف هذه المهزلة لأن حياة أكثر من 860 أسرة معرضة للانهيار والتشرد.. ولابد أن تضرب الحكومة بيد من حديد علي كل من يتلاعب بقوت العمال المصريين خاصة أن للحكومة نسبة 18% في هذا المصنع. * نريد نظرة من المهندس محلب لهؤلاء العمال الغلابة الذين يلفون منذ أكثر من أسبوعين كعب داير بين أقسام الشرطة ومديرية القوي العاملة واتحاد عمال مصر من أجل العودة لعملهم وتحقيق مطالبهم.. ولا نترك هكذا الحبل علي الغارب لهذا المستثمر الذي أصبح بلا ضمير. * أم أن هناك خوفاً من الحكومة للتصدي لهذا المستثمر الإيطالي بعد أن تبرع ب 30 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر لشراء ود الحكومة. كلمة أخيرة: كل الأشياء أصبحت تتلاشي ومنها ضمائر البشر.