يبدو أن هناك مسئولين في مواقع عدة لا يقدرون المسئولية ويبدو أن هناك أخوة لهم استهوتهم الشهرة والقنوات الفضائية. فحاولوا ألا يكونوا بعيدين عن المشهد وهناك أخرون من المسئولين مازالوا يلعبون علي كل الحبال. أيام مبارك كانوا يتزاحمون من أجل أن يكون لهم مكان ولهم من التوريت نصيب وأيام الاخوان تأخونوا طمعاً في منصب أعلي وأيام السيسي حاولوا أن يلعبوا نفس اللعبة تحت شعار "تحيا مصر" وما حدث في مدرسة في الجيزة من حفل رفعوا فيه الأعلام وهتفوا بتحيا مصر وحرقوا الكتب كانت فضيحتهم بجلاجل حيث نقلت الصور في جميع وسائل الإعلام والاتصال وهو الحادث الذي كشف أن للإرهاب أشكالاً عديدة منها حرق الكتب. سمعت المسئولة عن هذه الفضيحة في مداخلة مع خيري رمضان في برنامجه التليفزيوني "ممكن" واكتشفت أنها خبيرة في الكلام ولي الأحاديث وبررت فعلتها بأن ما حرقته من الكتب بناء علي تعليمات وزارة التربية والتعليم وأن هناك كتباً يختلف متنها عن غلافها وانبرت في الكلام الذي يصعب تكذيبه أو تصديقه بعدما تم حرق جسم الجريمة. حرق الكتب عرفنا من تاريخ الأندلس حيث تم حرق كتب ابن رشد وفي بغداد عندما حرق هولاكو مكتباتها العامرة وعرفناه علي يد داعش هذا النبت الشيطاني الذي ظهر في المنطقة العربية وأخيراً عرفناه في الجيزة علي يد مسئولة التربية والتعليم التي تقول انها قضت في حقل التربية اثنين وثلاثين عاماً. إلا أن الفعل يؤكد أنه لا علاقة لها بالتعليم أو التربية وأن المراكز التي حصلت عليها والشهادات التي نالتها لم تجعلها تفكر ولو لدقيقة واحدة أن ما فعلته جريمة نكراء وضعت وزارة التربية في مأزق والحقيقة أن الوزارة مسئولة مسئولية كاملة عما فعلته هذه الأستاذة. فهناك توجيه يسمي توجيه المكتبات وهو المسئول عن اختيار الكتب التي توضع في مكتبات المدارس ويبدو أن هذا التوجيه اصاب الشيخوخة مثل كثير من إدارات وزارة التربية والتعليم.. واذا كان بعض الزملاء والأصدقاء ممن لهم علاقة بالتربية والتعليم يشكرون في الوزير الحالي ويقدرون مسيرته الوظيفية منذ أن كان باحثا في مركز البحوث التربوية والتنمية كأن الكثير منهم وأنا أؤيدهم بالطبع يطلبون منه أن يعمل علي تنظيف الوزارة وإداراتها من المسئولين الذين ذكرتهم في بداية العمود. فهم أشد وبالاً علي الوزارة من الكتب التي حرقت حيث كشف سلوكهم العقيم أن الوزارة في حاجة إلي نهضة حقيقية وترجمت فعلية لشعار "تحيا مصر" فالتعليم سيادة الوزير والمسئولين عن هم قاطرة النهضة الحقيقة.