لم أسمع من قبل عن برلمان مكون من 564 نائبا يمثل 90 مليون مواطن.. بالاضافة إلي ما يقرب من 30 نائبا سيتم اختيارهم بالتعيين.. أي أن البرلمان القادم سيضم ما يقرب من 600 نائب!! وعلينا أن نتساءل كم يبلغ عدد نواب الصين والهند وروسيا وأمريكا؟! الذين يبلغ عدد سكانهم مئات الملايين من البشر؟! أين سيجلس هؤلاء النواب وقاعة مجلس الشعب لا تسع سوي نصف هذا العدد علي الأكثر.. وهل سنطالب كل نائب لا يجد له مكانا أن يحضر معه مقعدا من بيته ليجلس عليه علي غرار ما يحدث في مدارسنا عندما لا يجد التلميذ مكانا نقول لولي أمره احضر له مقعدا!! أعتقد أن هذا العدد من النواب سيكون حملا ثقيلا علي الدولة. فكم سيصرف ال 600 نائب من ميزانية الدولة كرواتب شهرية وبدل جلسات وغير ذلك. في الوقت الذي لا تستطيع فيه الحكومة توفير ميزانية لتعديل مستحقات أصحاب المعاشات رغم الأموال الطائلة التي يملكونها والتي استولت عليها الدولة منذ أيام غير المأسوف عليه يوسف بطرس غالي. هل تضمن اللجنة العليا للانتخابات ان هذا العدد المهول من أعضاء مجلس النواب القادم سوف يكونون علي المستوي اللائق بهم علما وثقافة؟! هل يستطيع كل هذا العدد أن يفهم في ميزانية الدولة ويعدل ويضيف فيها؟! هل سيفهم في القوانين والتشريعات التي سيقرها المجلس ليلزم بها المواطنين ويسيرون علي دربها؟! لو أعطي رئيس المجلس الكلمة لكل عضو من هؤلاء الأعضاء ليتحدث في أمر من أمور الدولة وحدد له خمس دقائق فقط فكم عضوا يمكنه ابداء رأيه في هذا الموضوع؟! لنضرب 5 دقائق في 600 عضو فإننا سنكون في حاجة الي 3000 دقيقة يعني 50 يوما بالتمام والكمال.. فلو فرضنا ان المجلس سينعقد مرتين أو ثلاثا في الأسبوع وفي كل مرة يجلس ساعتين أو ثلاثا فهل يستطيع هذا العدد أن يبدي رأيه في الموضوع المثار وهو موضوع واحد.. فما بالك ببقية الموضوعات؟! اعتقد أنه سيكون لدينا في هذا المجلس اكثر من 300 عضو نطلق عليهم "أبوالهول" لأنهم سيكونون كمالة عدد يجلسون ويتفرجون ثم في النهاية يقبضون.. ولهم حصانة برلمانية يستغلونها في أمور بعيدة تماما عن كونهم نوابا يمثلون الشعب. قلبي مع الوزراء الذين سيحضرون اجتماعات هذا المجلس.. فسوف يتكالب عليهم النواب كل منهم يطلب وظيفة لأحد أقاربه أو لمواطن في دائرته.. وكل منهم يطلب تعبيد طريق يمر ببلدته.. أو فتح مياه الري التي يمكن أن تكون مغلقة عن أراضي الأرز المخالفة.. أو أي شئ من هذا القبيل!! اعتقد أن هذا المجلس العجيب سوف ينام فيه ربع نوابه اثناء المناقشات عملا بالقول المأثور: إذا جالك النوم مد رجليك واستريح!! لا أعرف اذا كان كل النواب القادمين علي مستوي علمي معين بحيث يشترط فيهم الحصول علي شهادة ما أم انه سيكتفي بأن يكون بعضهم حاصلا علي شهادة محو الأمية.. أو شهادة لا إله إلا الله. أبشروا.. فمجلس النواب القادم بهذا العدد المهول سوف يصلح ما أفسده الدهر علي مدي سنوات عديدة.. ويقيل مصر من عثراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكل ما علينا ان نغلق فمنا ونتوكل علي الله!!