لا أدري ولا المسئولون يدرون من أين جاء رقم 567، عدد نواب المجلس القادم بإذن الله تعالى!! تم نشر هذا الرقم في كل وسائل الاعلام باختلاف أنواعها أكثر من مرة.. وكتبنا ننتقد هذا الرقم المهول في كل الصحف التي اكتب بها أكثر من مرة.. بل أكثر من هذا.. تمت زيادة عدد مقاعد المجلس ليستوعب هذا العدد المهول حتى وصل الأمر الى هدم أحد حوائط المجلس الأثري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ باشراف رئيس الوزراء شخصياً. .. ولكن.. ولكن لما تقرر في الأسبوع الماضي عقد جلسات لإعداد قانون تقسيم الدوائر الانتخابية أعدت الكتابة في هذا الموضوع موضحاً أن عدد 567 نائباً في بلد تعداده لم يصل بعد الى تسعين مليونا موضوع شاذ وغريب بين كل الدول.. أكبر تعداد دولة مجلسها البرلماني أقل من هذا العدد بكثير.. واستخرجت من «الجوجل» الدقيق في أرقامه ومعلوماته أن الهند التي صل تعدادها لمليار و248 مليون نسمة عدد أعضاء برلمانها 450 عضواً فقط!! أمريكا تعدادها 319 مليون نسمة منذ عامين الكونجرس 435 عضواً.. روسيا 143 مليون نسمة أعضاء برلمانها 450!! وفي كتاباتي في أكثر من جريدة ناشدت الحكومة تفادي هذا الرقم المهول الذي يزيد على عدد أي مظاهرة لا مجلس نيابي موقر في أخطر مرحلة تمر بها مصر تحتاج لمجلس نيابي عاقل متزن قليل العدد بقدر الإمكان لأنه إذا كان الوقت من ذهب.. فوقت مصر الآن أغلى من الذهب.. هناك قوانين ولوائح عديدة مطلوبة بسرعة من رجال ونساء على أعلى مستوى من الوطنية والثقافة والعلم.. بدون مناقشات بيزنطية من عدد مهول من الأعضاء. المهم... آخر مقال لي في هذا الشأن كان يوم الخميس الماضي حسبما سعدت بمكالمة كريمة يقول لديها فيها.. من أين جئت بالرقم المهول الذي تهاجمه؟؟.. فإذا كان قد صدر قانون به فلماذا كانت الاجتماعات المكثفة المطلوبة منا لوضع مشروع تقسيم الدوائر بأقصى سرعة؟ نعم تم نشر مثل هذا الكلام ولكن بعد أيام وربما ساعات سيكون أمام مجلس الوزراء «مقترحان لمشروع القانون».. أولهما يتضمن التقسيم الاداري القديم ومن خلاله يصل عدد الدوائر الى 246 دائرة بالنظام الفردي الى جانب 120 مقعداً بنظام القائمة.. والاقتراح الثاني 420 مقعداً للنظام الفردي!! وبالفعل وصل المقترحان مجلس الوزراء أول من أمس ولا أدري لماذا 420 مقعداً بالنظام الفردي!! طول عمرنا عدد الدوائر 246 وزيادة ال 120 كانت لحكاية «العمال والفلاحين» التي أضحكت العالم علينا!! عندما كان اللواء عاملاً!! لا تضحك.. كان عندنا في مجلس ادارة النادي الأهلي لواء رشح نفسه عاملاً ونجح!!.. مدير تحرير احدى الصحف القومية اسمه مشهور رشح نفسه فلاحاً ونجح!! حرام عليكم.. كفاية ما ضاع من الوقت الثمين.. كفاية جداً جداً ال «246» القديمة يضاف اليهما المعينون.. نريد مجلساً يليق بسمعة ومستوى «الجمهورية الثالثة»!! وقيل لي أيضاً.. من قال لك إننا رفعنا «مكافأة» العضو من 1500 الى خمسة آلاف جنيه!! هذا كلام سابق لأوانه جداً. وأقولها مرة أخرى.. كلما تكون الدائرة الانتخابية متسعة تضم عدداً كبيراً من المواطنين يشغلون أكثر من قرية في الريف وأكثر من حي في المدن يكون التمثيل البرلماني على أعلى مستوى.. لأن المرشح الذي يريد أن يدخل المجلس الموقر بنقوده أو بأكياس الأرز والسكر لن يستطيع.. المرشح الذي يريد أن يخدع الناس بوعوده لن يستطيع.. الانتخاب سيكون بناء على اسم المرشح وسمعته وتاريخه وماضيه من بعيد لبعيد.. في الدوائر المتسعة المليئة بالبشر فرصة خداع الناخب ضئيلة أو قل معدومة.. وهذه فرصتنا لنفوز بمجلس يليق بالجمهورية الثالثة.. قولوا: يارب. عبدالرحمن فهمي