على مدار 54 جلسة عقدها مجلس الشورى خلال الأشهر الماضية من يناير حتى أبريل بتشكيله الحالى الذى يضم 270 نائباً يمثلون التيارات السياسية كافة.. احتل 166 نائباً مقاعد الكتلة الصامتة فى الشورى، «وهم الذين لم يتحدثوا مطلقاً طوال الجلسات.. ولم يتفاعلوا سوى برفع الأيدى أثناء التصويت على مشروعات القوانين».. هذا ما سجلته مضابط الأمانة الفنية للمجلس خلال جلسات هذه الأشهر الأربعة. فيما لعب «الحظ» دوراً كبيراً لإنقاذ القليل من النواب الآخرين من الحصول على لقب «أبوالهول» بالرغم من أن عدد حديث بعضهم لا يتجاوز مرتين. وتفسر مصادر برلمانية مطلعة هذه الحالة بأن كثيرا من النواب يخافون من أن تكشف مشاركتهم فى المناقشات التى تتم داخل القاعة ضعفَ خبرتهم السياسية، خاصة أن نسبة كبيرة منهم تدخل البرلمان للمرة الأولى، الأمر الذى وضع كثيراً من النواب فى حرج، ما اضطر كثيراً من الأحزاب الممثلة بالنسبة الأكبر من المقاعد إلى تفويض نواب بعينهم للمشاركة فى الحديث، ومن أبرزهم الدكتور عصام العريان وصبحى صالح «الحرية والعدالة»، وعبدالله بدران وصلاح عبدالمعبود وأسامة فكرى «النور». حصد نواب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، النصيب الأكبر من مقاعد «أبوالهول» ب«47» نائباً من أصل 115، والمثير أن عدداً من نواب الكتلة الصامتة يرأسون بعض اللجان البرلمانية. وجاء حزب النور فى المركز الثانى فى الكتلة الصامتة ب11 نائباً لم ينطقوا كلمة واحدة خلال 54 جلسة. وفيما يخص الأداء البرلمانى للنواب على مدار الأشهر الأربعة الماضية، سجلت مضابط الجلسات أقل نسبة غياب للنواب خلال «9» جلسات عقدها المجلس فى يناير الماضى. وبلغت جملة المتحدثين 104 نواب من إجمالى 270. وناقش المجلس خلال هذه الجلسات عدداً من القوانين والتصديق على بيانات رئيس الجمهورية. ورصدت المضابط سحب عدد كبير من النواب مقترحاتهم خلال مناقشة القوانين. واحتل النواب ناجى الشهابى، عن حزب «الجيل»، والدكتور عصام العريان، رئيس الهيئة البرلمانية ل«الحرية والعدالة»، ومحمد الحنفى أبوالعينين، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، والدكتور جمال حشمت، عن حزب الحرية والعدالة - النصيب الأكبر من عدد الكلمات. وسجل شهر فبراير، الذى عقد فيه المجلس 11 جلسة، ارتفاع نسب المشاركة والتفاعل بين النواب. وتحدث بعض النواب لأول مرة. وبلغت جملة المتحدثين نحو 118 نائباً. وحصد 152 نائباً لقب «أبوالهول». وناقش المجلس فى هذا الشهر 24 موضوعاً، من بينها 8 تشريعات، أبرزها قوانين انتخابات مجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر الانتخابية وزيادة المعاشات العسكرية. وعلى الرغم من عقد الشورى 16 جلسة فى شهر مارس، فإن الكتلة الصامتة عادت لتحتل مكانتها من جديد، حيث لم يشارك نحو 61% من أعضاء الشورى بالحديث، وتم استخدامهم ككتلة تصويتية على القوانين التى ناقشها المجلس. واستعانت «الوطن»، فى رصدها للجلسات التى عقدت فى هذا الشهر، بالتقرير الذى أعده المعهد الديمقراطى المصرى، الذى قسم المتحدثين إلى 3 فئات؛ الأولى للنواب المتحدثين مرة واحدة، وقدر بنحو 37%، والفئة الثانية للنواب المتحدثين من مرتين إلى 5 مرات، ونسبتهم 44%. أما الفئة الثالثة فكانت من نصيب النواب الذين تحدثوا أكثر من 5 مرات ونسبتهم 19%. واحتل نواب «الحرية والعدالة» مرتبة متدنية عن بقية الأحزاب الممثلة فى الشورى فى الأداء البرلمانى فى هذه الجلسات. واستمر الأداء بنفس حالته فى شهر أبريل لنواب «الحرية والعدالة»، وارتفعت نسبة المشاركة من نواب التيار المدنى فى نحو 18 جلسة، وقدر عدد المتحدثين مرة واحدة فى هذه الجلسات بنحو 28%، فيما بلغت نسبة المتحدثين أكثر من 5 مرات نحو 27%. وكان أداء نائبات مجلس الشورى، وعددهن 13، باهتاً، باستثناء القليل من النائبات المعينات، وعددهن 7، واستطعن المشاركة فى مناقشات مشروعات القوانين. واحتلت النائبة المعينة سوزى عدلى ناشد مقدمة الصفوف، لتميزها فى المناقشة الموضوعية للقوانين، فضلاً عن خبرتها السابقة حيث كانت ضمن النواب المعينين فى برلمان 2012. واختفى دور نائبات «الحرية والعدالة» الثلاث، وحصدت النائبة نجوى جودة، عن حزب الحرية والعدالة، لقب «أبوالهول» بين نائبات المجلس، حيث لم تسجل المضابط أى مداخلات لها طوال الجلسات التى عقدها الشورى. ووفقاً للأرقام رصدت مضابط المجلس فى يناير تحدث 8 نائبات، وفى فبراير 7 نائبات، أى بنسبة 6% من المتحدثين، وخلال شهرى مارس وأبريل تحدثت 5 نائبات بنسبة 5%. أخبار متعلقة: مجلس «أبوالهول».. «الشورى» سابقاً افتقاد الخبرة + مقاطعة + تعيينات = «أبوالهول» وكيل «الأمن القومى»: صمتى 4 أشهر تحت «القبة» ليس عيباً رئيس الهيئة البرلمانية ل«الديمقراطى الاجتماعى»: نحن بالمرصاد ل«الأغلبية الميكانيكية»