تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها حاليا وارتفاع أسعار الذهب وهربا من كابوس العنوسة كشفت الأبحاث الأخيرة بالمركز القومي للبحوث عن تزايد اتجاه بنات اليوم لقبول الشبكة من فضة بدلاً من ذهب تحت شعار "شبكة فضة وازاز" ولا تقعدي من غير جواز!! أشارت الدراسات إلي ان الارتفاع المستمر لاسعار الذهب دفعت العديد من النبات لقبول بدائل أخري للشبكة الذهبية مثل شبكة من فضة أو اللجوء للذهب الصيني الذي اصبح قريبا جدا في شكله من الذهب الطبيعي كما انه اصبح يشبه في تشكيلاته أروع وأجمل التصميمات العالمية. سألنا عدداً من الفتيات هل تقبلين بالشبكة الفضة بدلا من الذهبية؟! نادية عبدالرحمن موظفة: ترفض التمسك بالعادات والتقاليد القديمة مؤكدة انها تقبل شبكة من فضة لأن ظروف الشباب اليوم صعبة للغاية ولابد تعاون الطرفين لبدء حياة جديدة خالية من المظاهر الزائفة. نقول نجوي. ح "30 سنة" محاسبة باحدي الشركات الخاصة: لقد اصبحت في عمر لا يسمح لي بفرض شروطي وإلا سوف أظل عانساً طوال عمري ولأنني في مجتمع يفضل المظهر عن الجوهر فإنني مستعدة للقبول بالذهب الصيني الذي اصبح لا يستطيع أحد التفريق بينه وبين الحقيقي. أما عبير محمد طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة فتقول: اسعار الذهب اصبحت مرتفعة جدا لذلك لابد ان نتعامل مع الظروف الحالية بواقعية مشيرة إلي أنها توافق علي دبلة ذهب وباقي الشبكة فضة مؤكدة ان هذا الأمر يسيء لها لأن ديننا يؤكد علي ضرورة تيسير اجراءات الزواج. ألاء محمود بكالوريوس علوم دفعة 2011 قالت: اشتري الآن ما احتاجه من حلي من الفضة لأنه اصبح الآن من الصعب التفرقة بين الذهب الأبيض والفضة من حيث التصميم الذي تطور كثيرا حيث اختلفت اشكال الفضة عن الماضي واصبحت اكثر جمالا وجاذبية ودخلت فيها الأحجار الكريمة والفصوص ومن الممكن بيعها أو تبديلها مثل الذهب. تقول هدي جمال مدرسة باحدي المدارس الخاصة: اتجهت إلي الفضة بدلا من الذهب بعد الارتفاع الجنوني في اسعاره.. ولا افضل الذهب الصيني بعد ان قرأت تحذيرات طبية تؤكد بأنه يسبب التهابات جلدية خطيرة وعمليات تسمم سريعة لأنه يصنع من النحاس أو الالومنيوم أو الحديد المطلي بماء الذهب ويحمل نفس ألوانه "الأصفر والأبيض والأحمر" والنحاس الذي يصنع منه الذهب الصيني.. كما يؤكد الأطباء انه من المعادن ذات التأثير السلبي علي الجلد وسريع الصدأ بفعل الأكسجين. نهي عبدالرحمن محامية: إذا جاء شاب لخطبتي سأترك الشبكة وفقا لامكانياته ولن اقوم بتحديد قيمتها ومن الممكن ان اقبل الفضة إذا كانت ظروفه لا تسمح بشراء الذهب ولكنني سأخفي الحقيقة واقول عن الفضة انها ذهب أبيض حتي أحفظ ماء وجهي امام الناس والمعازيم في الفرح!! هدية العريس تتفق معها سلوي حمدي موظفة باحدي الجمعيات النسائية قائلة: الشبكة هدية من العريس والهدية لا تقدر بقيمتها المادية وانما بقيمتها المعنوية فليس هناك ما يمنع ان تكون الشبكة بسيطة أو من الفضة علي أن أوفر باقي ثمنها لشراء شيء مفيد للبيت. الأمهات يرفضن علي الجانب الاخر مازالت الغالبية العظمي من الأمهات ترفض الفضة ولا تتنازل عن الذهب. تقول سامية ابراهيم ربة منزل: ولها 3 بنات لا استطيع ان اوافق علي شبكة فضة لأن الذهب سيبقي مع العروسين وتساعدهما إذا واجهتها أي أزمة. تتفق معها مفيدة عبدالرسول موظفة بالمعاش مؤكدة علي انه من الممكن تخفيض نفقات الفرح أو أي شيء لا يمكن التنازل عن الشبكة الذهب!! تري ت. عبدالعزيز باحثة اجتماعية: ان ارتفاع تكاليف الزواج وراء عزوف الكثير من الشباب عن الزواج مؤكدة علي انه من الحكمة التنازل عن بعض الطلبات وعدم المغالاة فيها مشيرة إلي أنه لا مانع من الغاء الفرح واستبداله بحفل عائلي أو عقد القران في قاعة مناسبات ودعوة الأهل والأصدقاء اليها كبديل عن قاعات الأفراح الكبيرة والمكلفة أو عقد القران بشكل عائلي. اساتذة علم الاجتماع والنفس تتفق معها الدكتورة زينب شاهين استاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة: مؤكدة ان هناك بعض الافكار الاستثمارية البسيطة التي يمكن للزوجين استخدامها للحد من تكاليف ونفقات الزواج منها وضع قائمة بمتطلباتها لاعداد المنزل وتقديم هذه القائمة للأهل والاصدقاء لأخذ ارائهم بحيث يقوم كل منهما بشراء شيء ما يكون مفيداً لمنزل العروسين مثل جهاز كهربائي أو قطعة أثاث أو ديكور ويقوم العروسان بتوظيف هدايا القائمة لاعداد منزلهما واكمال محتوياته بدلا من اختيار الهدايا للأهل بأنفسهم. أشارت إلي ان هناك مجموعة من المتزوجين بمحافظة قنا اتفقوا علي تقديم شبكة رمزية لأن الظروف الآن تغيرت عما كانت عليه في الماضي. لا فرق بين الذهب والفضة يري الدكتور أحمد البحيري استاذ الطب النفسي بوزارة الصحة أن التطور الذي حدث باستبدال الشبكة الذهبية بشبكة من فضة ليس كافيا وليس له قيمة مادية علي الاطلاق مشيرا إلي ان اسعار الفضة ارتفعت أيضا بصورة كبيرة. اضاف البحيري ان هناك تغييرا كبيرا حدث نتيجة العولمة مشيرا إلي ان بعض الفتيات اصبحن ينظرن للغرب في مراسم الزواج البسيطة التي تبعد عن الشبكة والتكاليف الباهظة بل يبدان حياتها في شقة أشبه بالاستديو وهذا هو التغيير الذي يجب ان يطرأ علي حياة شبابنا واسلوب تفكيرهم. اضاف انه مادام هذا التغيير لا يتعارض مع الأخلاق أو الدين.. بل تصبح هذه الشبكة رمزا للذكريات السعيدة أيضا.. بل يمكن توارثها للابناء فيما بعد. اضاف ان الشبكة الفضية تزيد من أواصر الحب والتفاهم بين الزوجين.. وعلي مر الزمان يتذكرون هذه الشبكة وقيمتها المعنوية لديهم وأنها سبب من اسباب هذا الرباط المقدس. تقول الدكتورة آمنة نصير استاذ الفقه والعقيدة بجامعة الأزهر: الشبكة ليست قاعدة شرعية لكنها هدية من العريس كنوع من اللطف والمجاملة للعروسة مشيرة إلي ان الهدية لا تكون في ثمنها أو قيمتها بل نوعا من المودة والقربي. اضافت ان رجلا جاء لرسول الله صلي الله عليه وسلم وسأله النبي لماذا لا تتزوج؟ فقال الرجل: ليس لدي مالا يارسول الله؟ فقال له: اذهب وقدم هذا الخاتم ويقال ان هذا الخاتم كان من الحديد وتم الزواج بالفعل بفضل تشجيع الرسول له. أكدت علي ضرورة تيسير اجراءات الزواج للحد من العنوسة مثل الاكتفاء بدبلتين فقط أو شبكة من الفضة بالاضافة إلي الغاء الأفراح التي تكلف آلاف الجنيهات والاكتفاء بعقد القران في المساجد.