بدأت حركة مواطنون ضد الغلاء هذا الأسبوع حملة لمقاطعة شراء الذهب من محلات الصاغة احتجاجاً علي الارتفاع الجنوني في الأسعار حيث وصل سعر الجرام عيار 24 الي 250 جنيها وعيار 21 الي 220 جنيها.. بينما اقترب الجنيه الذهب من 1800 جنيه. وقد اختلفت السيدات حول الحملة فالعديدات ايدنها مؤكدات ان الارتفاع الكبير في الاسعار يقتضي تغيير العادات والتقاليد القديمة والتفكير بشكل جدي في الاستغناء عن الشبكة الذهبية التي اصبحت تمثل عائقاً أمام الشباب الراغب في الزواج ويؤدي الي زيادة نسبة العنوسة! بينما تري أخريات انه لا يمكن التنازل أبداً عن الشبكة الذهبية مهما زاد سعر الذهب لأنها تدخل عليهن البهجة والسرور. يقول محمد عسقلاني مؤسس حركة "مواطنون ضد الغلاء" ان الحملة بدأت في قرية الطيعي بمحافظة قنا وهي من أكثر المحافظات التي تعتز بالذهب وتفخر بإقتنائه مؤكداً انه آن الأوان لتغيير عاداتنا القديمة. تقول هناء محمد معهد فني تجاري أن أسعار الذهب ارتفعت بشكل جنوني وخطوبتي خلال الأيام القليلة القادمة وقد اتفقت مع خطيبي علي شراء الأشياء والمستلزمات المهمة لتأثيث المنزل.. ورغم انني اعتبر ان الشبكة من الأساسيات أيضا ولكن الظروف الصعبة أجبرتنا علي التنازل عنها بعد ان وصل سعر الدبلة الآن الي ألف و1500 جنيه وبالتالي اصبحت مشكلة. أضافت ان هناك مقاطعة بالفعل للذهب ولكنها مقاطعة إجبارية لن تؤدي الي خفض الأسعار.. لأن أسعار الذهب يحددها السوق العالمي وليست المقاطعة. وتقول ثريا أحمد رزق ربة منزل: تزوجت ابنتاي منذ 15 عاماً وكانت الشبكة الذهبية في ذلك الوقت لا تتعدي 500 جنيه فقط وهي عبارة عن دبلتين وغوشتين أيضا حيث ان جرام الذهب كان يتراوح مابين 30 و40 جنيهاً أما الآن فقد وصل سعر الجرام الي 220 جنيهاً مشيرة الي انها اضطرت الي دفع 6 آلاف جنيه قيمة شبكة ابنها موضحة ان بنات هذه الأيام لا يتنازلن ابداً عن الشبكة الذهب لذلك فإن حملة مقاطعة الذهب غير مجدية. وتؤكد نبوية عبده محمد محاسبة: انه لابد من تغيير المفاهيم لأن الزمن يتغير ولابد ان نتغير معه مشيرة الي ابنها تخرج من كلية الحقوق وارتبط مباشرة وكان هناك تسهيلات من أهل العروس حيث لم يطلبوا شبكة ذهبية واكتفوا بدبلة ومحبس فقط سعرهما لا يزيد عن 1500 جنيه مما سهل عملية الزواج. طالبت فتيات هذه الأيام بألا يتمسكوا بالشبكة الذهبية لأن تأثيث الشقة أهم وأجدي خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار الذي طال كل شيء. وتقول صبحية عبدالغني مشرفة بمستشفي السلام: ان ابنتها ارتبطت مؤخراً بشاب يعمل محاسباً وانه اقترح شبكة قيمتها 25 ألف جنيه إلا أنني اعترضت وطلبت منه ان ينسي موضوع الشبكة تماماً وان يقوم بشراء الاثاث والأجهزة الكهربائية لأنها أهم. قالت لقد كررت هذا الموقف من قبل مع ابنتي الكبري رغم انها تزوجت من 15 عاماً وكان الذهب رخيصاً في ذلك الوقت بالمقارنة بهذه الأيام.. ودعت كل فتاة ان تنظر للحياة بنظرة عقلانية ولا تجري وراء المظاهر الكاذبة. أما وردة عبدالنبي ربة منزل فتؤكد: انها لن تتنازل عن الشبكة الذهبية لإبنتها لأنها تدخل السعادة والبهجة علي البنات بصفة عامة. وتؤكد رسمية أحمد ربة منزل: انه رغم ارتفاع اسعار الذهب إلا أنه لم يعد له قيمة الآن بعد ان انصرف عنه الكثيرون وفضلوا شراء الذهب الصيني الذي يتميز بأشكاله الجميلة التي لا تختلف عن الذهب الأصلي ولكن اسعاره رخيصة جداً.. كما ان البعض أصبح يفضل تأجير الشبكة خلال فترة الفرح فقط ثم إعادتها مرة أخري مثلما يتم مع فستان الفرح نفسه. يقول محمد النمر صاحب محل مجوهرات: كنت من اصحاب محلات الذهب ولكن منذ حوالي 4 سنوات غيرت نشاطي الي تجارة الفضة ومعادن البلاتين الفضية وهي تشبه تماماً الذهب الأبيض فأصبحت الشبكة الآن طقم كوليه يصل سعره الي 250 جنيها بينما يصل سعره ذهباً الي 15 ألف جنيه. أضاف ان الزبائن اصبحت الآن تفضل الذهب الصيني والفضة البلاتينية. يؤكد محمد التركي صاحب محل مجوهرات: ان المقاطعة ليست في حاجة الي حملة لأن الذهب أصبح لفئة معينة من الأثرياء بعد ان وصل سعر الجرام الي 220 جنيهاً.. مشيراً الي ان أقل دبلة سعرها يصل الي ألف جنيه. ويتساءل: من يستطيع الآن من الشباب دفع شبكة قيمتها 20 أو 30 ألف جنيه؟! ويقول شقيقه مجدي التركي: ان حملة مقاطعة الذهب غير مفيدة.. لأنها لن تؤدي الي انخفاض الأسعار.. حيث ان الأسعار العالمية هي التي تحدد الأسعار في مصر كالبورضة تماماً.. وليست الأسعار محلية.. حتي نستطيع التحكم فيها واصبح المستثمرون العالميون هم المتحكمون في الأسعار الآن. ويقول أحمد عبدالنبي صاحب محل مجوهرات بالصاغة: ان هناك مقاطعة بالفعل ولكنها مقاطعة إجبارية وذلك بسبب ارتفاع الأسعار بشكل جنوني مشيراً الي ان العديد من أصحاب المحلات أصبحوا يفكرون في البحث عن مهنة أخري مثل تجارة العقارات وبيع الأراضي في ظل الركود الكبير في تجارة الذهب.