لايزال الحصول علي "انبوبة بوتاجاز" رحلة معاناة يخوضها المواطنون الذين يضطرون للوقوف ساعات طويلة في طوابير ممتدة لعشرات الامتار لانهم لايستطيعون شراءها من "السوق السوداء" التي وصلت بسعر الانبوبة إلي 90 جنيها. الاطفال وربات البيوت يتوجهون لمستودعات الانابيب منذ الصباح الباكر ولايعودون الا مع غروب الشمس حتي يتمكنوا من الفوز بأنبوبة بوتاجاز.. ولايزال السريحة والبلطجية يفرضون سيطرتهم بالسنج والمطاوي ويزاحمون الغلابة علي المستودعات لشراء الانابيب المدعمة ليعيدوا بيعها بأسعار عالية. "المساء" توجهت إلي مستودع عين الصيرة بمصر القديمة ورصدت معاناة المواطنين في رحلة الطوابير الممتدة للحصول علي انبوبة بوتاجاز التي صارت عذابا يؤرقهم ويضطرهم للدخول في مشاجرات بسبب طول الطوابير وكثرة الاعداد والتنافس علي اسبقية الحصول علي انبوبة رغم زيارة رئيس الوزراء لهذا المستودع علي وجه التحديد وتوجيهاته لوزير البترول بالاسراع في حل المشكلة. اكد بعض المواطنين ان الفوضي والبلطجية سمة اساسية علي ابواب المستودعات. والوساطة والمحسوبية لاتزال موجودة هناك حتي تحركت الحكومة ممثلة في مفتش التموين وافراد الشرطة فالتزم كل فرد بدوره في الطابور الا ان ذلك لم يمنع السريحة واطفالهم من ممارسة عملهم ومزاحمة المواطنين علي انبوبة البوتاجاز. الغريب ان بعض مواطني منطقة المنيب وكذلك السريحة حضروا إلي مستودع عين الصيرة بعد اختفاءالانابيب هناك واستيلاء البلطجية عليها وبيعها بسعر وصل إلي90جنيها للانبوبة.. المواطنون جاءوا للحصول علي احتياجاتهم بينما السريحة جاءوا للحصول علي الانابيب تمهيدا لبيعها في السوق السوداء ايضا.. هذا ما اعترف به بعض الاطفال ل "المساء"بتلقائية مؤكدين قيامهم بشراء الانابيب ليعيدوا بيعها للجمهور بأسعار اعلي. وحينما رآهم بعض البلطجية سارعوا لتعنيفهم علي حديثهم ل "المساء" وكادت تشتعل مشاجرة بينهم. عبير وحيد طفلة عمرها 9 سنوات من السريحة: اتيت انا وامي واخوتي لشراء الانابيب واعادة بيعها للناس. محمد اسامة واسلام خالد "من سكان المنيب": جئنا من المنيب إلي عين الصيرة لشراء الانبوبة بعد ان وصل سعرها إلي 90 جنيها وسيطر البلطجية والسريحة علي الانابيب واختفت من المستودعات. والآن نعاني كثرة اعداد المواطنين وطول الطوابير امام مستودع عين الصيرة والتي تضم حوالي الف مواطن. نسمة رشوان "من سكان البساتين": اضطررت للمجيء إلي عين الصيرة بسبب قلة الانابيب في البساتين وبيعها في السوق السوداء بسعر 60 جنيهاً للانبوبة. اما في المستودعات فتباع ب 20 جنيها رغم ان سعرها الرسمي 10 جنيهات وحتي لا نضطر إلي الانتظار في الطابور ساعات طويلة. اضافت: نعاني من المشاجرات والشتائم التي نسمعها. ولذلك جئت إلي مستودع عين الصيرة منذ الصباح الباكر لكنني فوجئت بالزحام الشديد ومرت 5 ساعات منذ وقوفي في الطابور ولم يأت دوري. سنية عبدالحميد "ربة منزل" وطلعت ابراهيم "سائق تاكسي" وشعبان محمود "اعمال حرة": نرجو من الحكومة ان تنظر إلينا بعين الرحمة وتقوم بتوصيل الغاز الطبيعي إلي منازلنا وانتشالنا من معاناه الحصول علي الانابيب وتحكم البلطجية فينا. اضافوا: "احنا بنتبهدل" عانينا منذ الصباح الباكر العديد من المشاحنات امام مستودع عين الصيرة. كما كان يسيطر البلطجية علي المكان مستخدمين الاسلحة البيضاء لتهديد المواطنين والاستيلاء علي الانابيب لبيعها في السوق السوداء. لكن مع اذان الظهر جاء مسئولون من وزارة التموين وبعض افراد الشرطة فالتزم كل فرد بدوره في الطابور. حاولت "المساء" التحدث لمسئولي التموين الموجودين امام المستودع لكنهم رفضوا الادلاء بأي تصريحات.