خبراء المفرقعات.. "مشروع شهيد".. يحملون أرواحهم علي أكف أيديهم.. في سباق مع الموت.. مرات تنتصر الحياة وأحياناً تكون الشهادة مثلما حدث مع كثيرين آخرهم شهيد الطالبية الذي راح ضحية الواجب أثناء تفكيك إحدي العبوات الناسفة. مهمة رجال المفرقعات بالغة الصعوبة والتعقيد نظراً لاختلاف طبيعة كل قنبلة وحاجتها إلي حسابات ومعادلات تختلف من واحدة لأخري فالمهمة محفوفة بالمخاطر والحذر أول طريق التعامل واستخدام جهاز xxay ومدفع المياه قبل الاقتراب من القنبلة كما يجب أن تكون البدلة مجهزة بمواصفات عالية وحديثة وبها درع واقية حديدية وأنظمة تبريد داخلية أقل 10 درجات عن جسد مرتديها إضافة إلي ضرورة عدم الاقتراب من العبوة إلا بعد الاستعداد التام. طالب الخبراء بضرورة إعادة تصميم بدلة المفرقعات من قبل وزارة الداخلية حيث إن البدلة الحالية موجودة منذ التسعينيات وهي قليلة الجودة ولا تحمي مستخدميها بالشكل الكافي نظراً لقوة المواد التي تصنع منها المتفجرات علي أيدي الإرهابيين. كما طالبوا بضرورة التعامل بجدية مع كل البلاغات المقدمة دون تهاون وأن تدرب وزارة الداخلية رجالها علي أحدث أساليب التكنولوجيا من خلال تأهيلهم في دورات حديثة. * اللواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة يؤكد أن رجال الشرطة من خبراء المفرقعات يحملون أرواحهم علي أكفهم ويعملون طوال الوقت في المجهول والغيبيات ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل فمهمتهم تحمل في طياتها مخاطر جسيمة تفصلهم بين الحياة والموت القنبلة التي تختلف مكوناتها من واحدة إلي أخري لأن كل واحدة لها معادلات رياضية وحسابية بحتة. أضاف في الحادث الأليم لضابط شرطة الطالبية اخترق بنفسه محيط الحادث وتعامل مباشرة مع القنبلة وهذا خطأ مما جعل القنبلة تنفجر خلال أقل من المليون من الثانية بعد ان قامت كاميرات المراقبة بالتصوير فلا يجوز أبداً أن يتعامل ضابط الشرطة مع الهدف بشكل مباشر أما بدلة الحماية التي يرتديها خبراء المفرقعات فهي تحميهم نسبياً في حالة إذا كانت كمية المفرقعات أو المواد المتفجرة قليلة تبعد بحد أقصي 2 كيلومتر كما أن هذه البدلة مهمتها الأساسية حماية ووقاية جسم خبير المفرقعات وتقيه من تفجيرات العبوات البدائية لكنه ربما يصاب باصابات بسيطة أما في حالة انفجار العبوات الكبيرة أو دخول سيارة مفخخة به فهي تمنع تحويل الجثة إلي أشلاء. * العقيد حاتم صابر الخبير الأمني في مكافحة الإرهاب الدولي يقول: قبل أن نتحدث عن حادث الضابط الشهيد بالطالبية لابد أن يتم تفعيل قواعد وضوابط تحكم وسائل الإعلام وهي الابتعاد عن سياسة التهويل للحدث وتضارب الأقوال. يضيف أن بدلة خبير المفرقعات بوزارة الداخلية مصممة وموجودة منذ التسعينيات ويمكن أن تكون قلت جودتها وربما نوعية المتفجرات الحديثة أقوي من المادة المصنوعة لأن تصميم البدلة ليس كل شيء في حماية رجل المفرقعات ولكن لابد أن يتعامل الخبير مع المتفجرات أثناء ارتدائه البدلة بحذر شديد مع ارتداء القفازات الواقية ضد المفرقعات والمتفجرات لأن البدلة المستخدمة حالياً لا تقي في حالة قرب الخبير من مكان الحادث لأن التعامل الآن ينقصه الاحترافية فهناك عدة إجراءات لابد أن يتبعها الخبير أولها أن يتم عزل الهدف علي مسافة 3 أو 4 كيلومترات وبعدها يلزم التعتيم التام علي عمل الخبير وعدم التصوير خلال متابعته للأداة المفجرة والتعامل مع العبوات المفخخة وبعدها يتعامل الخبير مع القنبلة بمدفع المياه عن بعد ويقترب منها وهو مرتدي البدلة الواقية فهو يحتاج لتركيز عالي في التعامل معها لأن أي خطأ منه يودي بحياته ويجب أن يتوافر في خبير المفرقعات الخبرة وتلقي التدريبات الدورية ولا يقل عن 35 عاماً وخبرة لا تقل عن 10 سنوات. * اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني يقول: وزارة الداخلية بها أكثر من 100 خبير مفرقعات وتقوم الوزارة بتدريب المزيد من رجال الشرطة علي قواعد التعامل مع المتفجرات خاصة في تلك المرحلة الحرجة وللأسف نشاط الجماعة الإرهابية نشط جداً في هذه المرحلة يستهدف حياة ضابط الشرطة بالأخص ولذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال التعامل المباشر مع الجسم المفخخ إلا في حالة واحدة وهي أن يكون شخصية هامة ويكون محظوظاً وتم العثور عليه وهو ملغم في هذه الحالة فقط يتم التعامل معه بشكل مباشر بالأيدي ولكن بحذر أيضاً عن طريق الريموت بمسافة بعيدة وجاهز الأشعة xray ومدفع مياه ويتم التعامل بشكل غير مباشر باستخدام هذه الأدوات لأنه لا يوجد حتي الآن في العالم خبير مفرقعات يتعامل بشكل مباشر مع الهدف لأن ما يحدث الآن طريقة بدائية قديمة جداً. يضيف أن هناك تكتيكاً إخوانياً علي مستوي عال حيث يقومون بعمل 20 بلاغاً وهمياً وهيكلياً حتي يعطوا الثقة للضباط بعدم وجود أي شيء نتيجة البلاغ وبعدها تنفجر العبوات في أجسام الضباط الأبرياء لذلك يطالب الضباط بالاستغناء عن الفهلوة المصرية والتعامل بشكل تكتيكي وحديث مع هذه الأدوات السامة ومن جهة أخري يتلقون تدريب عالي الموي ودورات في كيفية التعامل مع الإرهاب الغشيم وعدم التعامل بالأيدي المباشر لأن الشرطة المصرية تواجه خطراً كبيراً يفوق الإمكانيات المتاحة وذكر أن سعر مدفع المياه 350 جنيهاً وهو سعر لا يساوي حياة مواطن مصري. اللواء فاروق حمدان الخبير الأمني يقول: لا أعتقد أن هناك تقصيراً أمنياً من قبل رجال الشرطة لكن كل شيء به نسبة خسائر فهذا هو قدر رجال الشرطة علي اختلاف طبيعة أعمالهم سواء في مجال مكافحة المتفجرات أو الحماية المدنية حيث إن ما يستخدمه تلك الفئات الإرهابية التي تحترف القيام بأعمال خسيسة كالأشباح دون وازع من الضمير أو انتماء للإسلام. وحذر المواطنين من أنه إذا كان لديهم شك بوجود مفرقعات يجب أن يبلغوا أفراد الأمن المتواجدين بالقرب من المنطقة وإذا لم يجدوا فيجب الاتصال بأرقام الشرطة وضرورة الابتعاد عن مكان تواجد القنبلة بمسافة 50 متراً علي الأقل حتي لا يتم إيذاء أحد من المارة وضرورة التعامل مع البلاغات المقدمة بجدية حتي إذا كان أغلبها بلاغات غير صحيحة تحسباً لوقوع أي انفجار إذ أحياناً تكون البلاغات كاذبة ولكن لابد من التعامل معها مباشرة للكف عن صحة وجود المفرقعات التي تم التبليغ عنها. اللواء أحمد حمزة الخبير الأمني يقول: هناك بعض الخطوات المهمة التي يجب أن يتبعها رجال الأمن والمواطنون معاً عند وجود جسم غريب أو قنبلة أولها الاتصال بقوات الشرطة وفرض كردون أمني وتغيير مسارات السيارات إذا كان الخطر في ميادين عامة أو شوارع رئيسية وتحذير أي مارة من الاقتراب من مكان التفجير. يؤكد أنه لابد أن تكون مواصفات بدلة المفرقعات جاهزة لاستقبال تلك التفجيرات في أي وقت بحيث تكون قادرة علي حماية الضابط علي بعد 3 أمتار إذا كان حجم العبودة 3 كيلوجرامات تقريباً وان يرتدي دروعاً داخل البدلة وهي الجاكت والبنطلون وتحتوي علي أنظمة تبريد بوجود جهاز داخل الجاكت يقل حوالي 10 درجات مئوية حتي يكون جسد مرتديها بارداً وتوجد بها مياه لتهيئة الجو داخل البدلة حتي يصاب الضابط بأقل خسائر إذا حدث الانفجار وبالطبع لابد أن يتعامل الخبير بتركيز عال ولا يقترب من الجهاز إلا بعد استخدام مدفع المياه.