سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد استشهاد ضابط مفرقعات بانفجار الطالبية.. مدير إدارة المفرقعات: الكلب البوليسى يفحص الأجسام لمدة 20 دقيقة ويتأثر بحرارة الجو.. ويؤكد: الفائدة الوحيدة للبدلة الحفاظ على جثة الخبير وتقدر ب38 كيلو
فى كل مرة يخرجون إلى مهامهم يحملون أرواحهم على كفوفهم، ولا يدرون إن كانوا سيعودون من أخرى، فالخطر قاتل، وهم يحملون شهادة ميلاد جديدة، أم سيلحقون بعداد الشهداء من إخوانهم الذين سبقوهم عالم المفرقعات، ذلك العالم الغريب العجيب بكل ما يحمل من غموض ومفاجآت. ويؤكد اللواء محمد جمال مدير إدارة المفرقعات بمصلحة الدفاع المدنى، أن هناك جدية فى التعامل مع البلاغات التى تتلقاها الإدارة، لأنه لا يمكن الجزم بمعرفة إذا كان البلاغ إيجابياً أو سلبياً من خلال التليفون، بل بعد الانتقال وفحص البلاغ، وتتم على خطوات ففى البداية يتم التأكد من صحة البلاغ بالتعرف على اسم ورقم تليفون المبلغ للقيام بجمع معلومات كافية عن البلاغ، والتعرف على مواصفات الجسم أو السيارة المشتبه فيها، وما سبب الاشتباه، كما يتم إخطار مشرف غرفة النجدة بالبلاغ من رقم 180 أو 122 وكل البلاغات بالنسبة لنا إيجابية لحين التأكد منها. ويوضح مدير الإدارة أنه يتم التعامل مع البلاغات بجدية فيتم إعداد سيارة مجهزة وفريق للوصول لموقع البلاغ فى أسرع وقت وعند احتياج ضابط المفرقعات إلى الدعم تنتقل باقى القطاعات ويتم توجيه القطاع الأقرب إلى مكان البلاغ ثم الأبعد فالأبعد ويتحرك أكثر من قطاع للبلاغ حسب خطورته حتى يصل إخطار من القطاع القريب إلى موقع البلاغ، بانتهاء التعامل أو سلبية البلاغ وإذا كان انفجاراً فيتم الوصول إلى مسرح الانفجار، وتمشيط وتطهير الموقع خشية وجود عبوات أخرى مزروعة لم تنفجر بعد. وعن الأجهزة التى تستخدم فى الكشف عن الأجسام الغريبة يشرح لنا مدير الإدارة بنان هناك جهاز التفتيش فى الأماكن المظلمة الذى يعمل بواسطة الأشعة فوق الحمراء يوجد بها منظار مزود بكاميرات إضاءة تتحكم عن بعد فى تصوير الأماكن الضيقة والمرتفعة التى لا نستطيع الوصول لها للكشف عن أى أجسام غريبة توجد بها، وكذلك يوجد منظار آخر يخرج منه لون أزرق يتعامل مع الأماكن الضيقة والحوائط المغلقة كما يخرج من الجهاز منظار بها ملحق به لوحة تحكم ويتحكم فى تفتيش تنكات السيارات وأسفلها كما حدث فى سيارة الوايلى بمنطقة العباسية. كما يوجد جهاز للكشف عن المفرقعات عن بعد يسمى الفا سكس حتى بعد 20 مترا بحسب بصمة المادة المتفجرة التى يتم البحث عنها بالمكان التى يتم زرعها بداخله ويستكشف المواد المتفجرة فى وقت قصير. وأوضح مدير الإدارة أن هناك أجهزة أخرى يتم الدفع بها فى أماكن الأحداث وهو جهاز التحليل الكيميائى "الشمام"، وهو بديل عن كلب المفرقعات ولكنه ليس فى دقة الكلب فى التعامل مع الأجسام الغريبة وتعتبر الكلاب لديها حاسة شم قوية وصادقة، والكلب طالما أخذ قسطاً من الراحة ووفرت له الرعاية الكاملة، فإنه لا ينافسه أى جهاز فى الكشف عن المفرقعات، كما أن الجهاز قد لا يعطى نتيجة صحيحة، لأنه يتأثر بالحالة النفسية للعنصر البشرى الذى يستخدمه، بمعنى إذا دخل الخوف إلى قلب رجل المفرقعات واهتزت يده فإن جهاز الكشف عن المفرقعات يتأثر به ولا يعطى نتيجة صحيحة، لذلك فإن كلب الكشف عن المفرقعات أفضل من الجهاز. وأشار اللواء جمال إلى أن الكلب يتأثر بحرارة الجو لعدم وجود أى غدد بداخله مثل الإنسان، ولابد أن يتم إبعاده عن تلك العوامل التى تشتت ذهنه فى التعامل مع الأجسام الغريبة أو يتم وضع مظلة بالمكان الذى يقوم بعمليات فحص به لتهيئة الجو له، ويستمر فى التعامل مع الأجسام لمدة 20 دقيقة متصلة ولابد من أن يتم إعادة تهيئته مرة أخرى بواسطة قيام مدربه بإبعاده عن المفرقعات وإخراجه فى مكان هادئ وبعد تهيئته يتم استرجاعه مرة أخرى. ويقول المقدم ماجد محمد ضابط المفرقعات بمصلحة الدفاع المدنى أننا نعيش جوا من الارتباك خلال الفترة الماضية ولن ترهبنا كثرة ظهور العبوات والانفجارات لأننا ندافع عن أرضنا والشهداء ضريبة فى حب هذا الوطن. واستطرد ضابط المفرقعات إننا ننطلق كفريق مفرقعات إلى مكان البلاغ الذين يتكونوا 5 أفراد يرأسهم أحد الضباط وبصحبتهم كلب مفرقعات وفرد أمن من أكاديمية الشرطة، وأما الآخر بفريق الفحص يتكون من 3 أفراد ويرأسهم أحد الضباط إلى مكان البلاغ بحسب تلقى 3 أنواع من البلاغات بلاغ سيارة متروكة لا تعرف الجماهير خطورتها وكيفية التعامل معها، ولفافة أو عبوة مجهولة، وثالثا جسم غريب وهو أخطر أنواع البلاغات، لأنه غالبا ما يكون بلاغا إيجابيا، فقد يكون عبوة ناسفة أو مواد متفجرة. ويستكمل المقدم ماجد أنه ينتقل الخبراء إلى محل البلاغ ويتم عمل كردون أمنى من دائرة القسم المختص بالمنطقة لحين قيام فريق الفحص والتفتيش بها ثم يقوم فريق التعامل بالمشاركة فى العملية فى حالة اكتشاف أى عبوة، ولابد أن يكون الضابط لائقا نفسيا، ولابد أن يكون رياضيا، وغير مدخن، وذلك بسبب التدريبات غير العادية المكثفة والبدلة الحديدية التى يرتديها والتى يبلغ ثقلها أكثر من 38 كيلو، ولابد أن تكون سنه صغيرة بحيث لا يزيد على درجة نقيب على الأكثر عند اختياره من الأمن المركزى ويتعامل مع البلاغ أيا كان نوعه. وأشار ضابط المفرقعات إلى أن كل منهم لهم اختصاصات وأجهزة معينة ويتم تدريبهم وتأهيلهم فى أماكن تدريب وندوات تعقد لتقديم الإرشادات الأولية وفى حالة وجود أى أخطاء فى التعامل مع العبوات يتم جمع العديد من الفيديوهات ويتم عرضها وعليهم وكشف الأخطاء التى يقع فيها البعض لتلاشى تلك الأخطاء والاستفادة منها، موضحا أن مسئولية إدارة المفرقعات تتضمَّن تأهيل وإعداد ضباط المفرقعات. وأكد المقدم ماجد إلى أن ما يحدث من أخطاء عرضية خلال المهام المكلف بها رجال المفرقعات يحدث فى كل بلاد العالم، مضيفا أنه فى حالة الخروج إلى أى بلاغ يتم انتداب كلاب مفرقعات بصحبة أمناء من أكاديمية الشرطة وينتقل إلى مكان البلاغ برئاسة أحد الضباط. ومن جانبه قال مدير الحماية المدينة بالجيزة اللواء مجدى الشلقامى مدير الإدارة، أن هناك توجد أجهزة كافية بالإدارة لردع أى محاولات تخريبية التى تضع العبوات وتستهدف أى منشأة وجميع الأجهزة والإمكانيات والمعدات بالإدارة متوفرة، ولا يوجد بها أى عجز ومعظم أفراد الحماية المدنية والمتواجدين كانوا يرتدون الملابس الواقية من الانفجار. وعند سؤاله عن وجود الملابس الواقية الخاصة بضباط المفرقعات والتى يتم ارتداؤها خلال إبطال مفعول القنابل فأجاب بأنها متوافرة بالإدارة ولا يوجد عجز بها ونحتاج إلى أى أجهزة جديدة ليتم الدفع بها المفرقعات لكافية الأجهزة وكلاب المفرقعات التى توجد بها وما حدث فى انفجار العبوة بمفتش المفرقعات بالقرب من قسم الطالبية كان قضاءً وقدرًا، وإن وجد خطأ فى التعامل مع أى عبوة يتم عقد ندوات لتوعية الضباط والأمناء بها حتى يتم الاستفادة منها خلال التعامل مع أى عبوات أخرى. وعند سؤالنا عن اشتراط ارتداء الملابس الواقية الخاصة بضباط المفرقعات قال مدير الإدارة إلى أنه يتم ارتداؤها خلال إبطال مفعول القنابل ومتوافرة بالإدارة ولا يوجد عجز بها، وأن عدم ارتدائها فى بعض حالات التعامل مع العبوات الناسفة يعود إلى رؤية خبير المفرقعات القائم بعملية الإبطال، حيث توجد قنابل بدائية الصنع وأخرى خالية من المادة الناسفة والدائرة الكهربائية وعبوات أخرى هيكلية لا تحتوى على أى مواد خطرة هدفها إثارة الذعر فقط. وأشار اللواء الشلقامى إلى أنه يتم التأكيد على ضرورة الالتزام بارتداء الملابس الواقية الخاصة بإبطال القنابل وهناك اجتماعات مستمرة وليست مرتبطة بحادث مع كافة ضباط الحماية المدنية بالجيزة، لتفادى مثل تلك الحوادث ونعى مدير الإدارة أسرة النقيب ضياء فتوح بسبب الحداث الأليم، داعيا له بأن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جناته. وأكد مدير الإدارة إلى أن شهيد الشرطة كان من أكفأ الضباط بداخل الإدارة، حيث كان يتعامل مع كافة البلاغات بدون خوف ولا يفكر سوى فى إنقاذ الأرواح التى من الممكن أن نفقدها بمجرد التأكد من إيجابية البلاغ وقام بالتعامل مع عشرات البلاغات خلال الفترة الماضية. من جانبه أكد مصدر أمنى بأن الفائدة الرئيسية لبدلة الوقاية من المتفجرات هى الحفاظ على جثة خبير المفرقعات من تحولها لأشلاء، فى حالة انفجار عبوة كبيرة به أو دخول سيارة مفخخة به، كما أنها تقيه من تفجيرات العبوات البدائية التى تحوى كمية قليلة من المتفجرات لكنه ربما يصاب بإصابات بسيطة. أخبار متعلقة: معاينة انفجار الطالبية.. شاهد: أبلغت الأمن فور مشاهدتى للقنبلة.. ومناظرة جثة الضابط الشهيد تكشف بتر يديه.. والنيابة ترسل بدلته للمعمل الجنائى..والأمن الوطنى يلاحق "المقاومة الشعبية " بعد تبنيها الحادث