رفع الأدباء مطلباً جماعياً للرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر اليوم الواحد الذي عقده فرع اتحاد الكتاب بالغربية مؤخراً استنجدوا فيه بالرئيس من أجل إنقاذ مسرح طنطا الأثري العريق الذي يتعرض حالياً لعدة هجمات ستؤدي إلي تدميره مادياً ومعنوياً وتاريخياً. خاصة أنه واحد من أكبر مسارح مصر وأهمها في بنيته المعمارية والفنية. ويعد الموقع الثقافي الأساسي. بل الوحيد. في مدينة كبري مثل مدينة طنطا. عقد الأدباء جلسة خاصة عن قضية مسرح طنطا ضمن هذا المؤتمر الذي تولي رئاسته ناصر عراقي وأمانته العامة مختار عيسي وبرعاية مصطفي الزرقا. بالإضافة إلي إيهاب الورداني رئيس فرع الاتحاد.. وتحدث في هذه الجلسة الأدباء والفنانون: السيد فجل وسمير زيدان ومحمد عبدالسميع نوح. بالإضافة إلي هانم الفضالي ومصطفي منصور ومحمد زكي ود. جيهان سلام ومختار عيسي.. وقد استعرضوا أزمة المسرح متمثلة في مبادرة جابر عصفور وزير الثقافة بنقل تبعيته - بناء علي طلب محافظ الغربية - إلي دار الأوبرا بدلاً من هيئة قصور الثقافة. مما يعد إبعاداً عن الموقع الثقافي الذي يعد الرئة الوحيدة بطنطا التي تفتقد لوجود قصر ثقافة. إبعاده عن متناول الجماهير. وتحويله من عرض الثقافة واحتضانها وتقديمها مجاناً للمواطنين. لتقدم إليهم نظير أموال طائلة يدفعونها كتذاكر. فتنتفي عنه صفة تقديم الخدمة الثقافية المجانية إلي المتاجرة بالثقافة علي حساب المواطن الذي لا يملك ضرورات الحياة. هذا بالإضافة إلي الإهمال الذي أصاب البنية المعمارية للمسرح. والحاجة إلي ترميمه وإصلاحه. مع إعادته للثقافة الجماهيرية. ناشد الأدباء رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذ المسرح من هذه "المؤامرة الثنائية" لكل من الوزير والمحافظ. وكلاهما بعيد عن الواقع الثقافي ويؤدي دوراً سلبياً تجاه الثقافة القومية. في الجلسة قال السيد فجل إنه ليس عيباً أن نعترف بعدم وجود أوبرا لدينا في مصر. فالأوبرا فن درامي غربي يناسب ذائقة الأوروبيين لا نحن.. لكن العيب أن يكون لدينا مسرح غنائي عظيم ولا نحييه ولا نوفر له الموقع لعرضه. ولا نقدمه للجمهور لأن النظام البائد لم يترك لنا مواقع لاحتضان الثقافة الجادة. ووصلت أفاعليه إلي حد بيع القطاع العام حتي في الثقافة.. وهذا ما حدث مع مسرح دمنهور ومسرح سيد درويش بالإسكندرية ويريدون فعله الآن مع مسرح طنطا.. فتحويل هذه المواقع لتتبع الأوبرا "وهي ليست كأوبرا بالمعني المعروف بل يسمي المركز الثقافي" يعني نوعاً من تخصيصها وتحويلها لجلب المال وإغلاقها في وجوه عامة المواطنين لصالح النخبة الثرية. ذكر سمير زيدان أن مسرح طنطا من المسارح بالغة العظمة في مصر والمحكمة البنيان وخشبته أكبر خشبة بعمق 12 متراً والكواليس 144 متراً مربعاً. ولديه أعلي شواية في منطقة الشرق الأوسط. وقد أنشئ قي الثلاثينيات وكان تابعاً لمجلس المدينة.. واعتبر أنه قصر ثقافة كامل به جزء للعرض المسرحي الفني. وجزء إداري. واحتضن أعمالاً عظيمة ليوسف وهبي وسعد أردش. وعنه قال يوسف وهبي: لو استطيع تقطيعه "حتة حتة" ونقله للقاهرة لفعلت. لأن مكانه العاصمة.. ونحن الآن لا نملك أي منفذ سواه.. فكيف يحول إلي تبعية الأوبرا؟!! إن هذا يعني خصخصة العقول والمشاعر. وأكد محمد عبدالسميع نوح أنه لا يوجد في طنطا قصر ثقافة كسائر المحافظات. وكل ما لدينا شقتان صغيرتان ينتهي عقد إيجارهما بعد أيام.. وتستمر حالة سلب مواقع الثقافة بالاستيلاء علي هذا المسرح بتواطؤ من وزير الثقافة والمحافظ. كما تم من قبل بشأن القاعة الفاخرة للمجلس المحلي التي كانت تابعة للثقافة واستولي عليها الحزب الوطني المحلول ولم تعد إلينا!! وكنا نري أن المسرح هو المكان المناسب كقصر للثقافة ويتسع لسائر أنشطتنا.. إن ما فعله الوزير والمحافظ يعني أنهما لا علاقة لهما بالثقافة وأنهما بعيدان عن المثقفين وعن الواقع الذي نعيشه. أشارت هانم الفضالي إلي أن المحافظ أراد عمل "أوبرا فخمة" بالغربية.. وأن يعطي أرضاً بديلة لإقامة قصر ثقافة كبير!! رد مصطفي منصور بأنه حين يضيع مسرح بهذا الحجم وهذا التاريخ. فهذا يعني أنه لا وجود للثقافة ولا للمثقفين!!.. وما تعرفه بشأن مسرح طنطا أنه كان مزمعاً تطويره وتجديده وترميمه ثم افتتاحه في مايو الماضي أيام وزارة د. صابر عرب. والهيئة صرفت 8 ملايين جنيه لهذا الغرض بعد أن طردت منه نادي المهندسين. فجاء المحافظ وكتب مذكرة صادرت هذا المكان بحجة ضمه للأوبرا. وهو لا يريد من وراء هذا خدمة الثقافة والمواطنين بل مجرد الوجاهة.. أما مسألة تخصيصه أرضاً لقصر الثقافة فهو كلام للاستهلاك. وأضافت د. جيهان سلام بأن ما حدث لمسرح طنطا يدخل ضمن منهج منظم لتخريب الثقافة القومية وإهدار حقوق المثقفين ومحاصرة الإبداع. في إطار ما يدعيه الوزير من تدجين المثقفين وإدخالهم الخظيرة: هذه السياسة القديمة منذ ما قبل الثورة. لتسطيح ثقافتنا بل وتعليمنا كذلك. لدرجة أن وزير التعليم جلب لنا متحدثاً باسم الوزارة مجرد ممثل درجة ثالثة. المؤتمر الذي شارك فيه أعداد كبيرة من أدباء الغربية والدقهلية وكفر الشيخ والقاهرة والشرقية. كرم الأدباء: علي عبيد وأحمد فاضي وأحمد عبدالحفيظ شحاتة.