رصدت المساء معاناة اهالي العقارات المجاورة لعقار المطرية المنهار والذي اسفر عن مصرع 19 شخصاً واصابة اكثر من 8 آخرين والذين تأثرت منازلهم جراء انهيار المنزل حيث افترش الاهالي الشارع في ظل تجاهل تام من الحي والمسئولين بمحافظة القاهرة والذين وعدوهم بتوفير شقق بديلة تأويهم من برد الشتاء ولكنهم لم ينقذوا وعدهم وتركوهم في العراء. في حين صب الاهالي جام غضبهم علي هؤلاء المسئولين واصفين احاديثهم بأنه "كلام في الهوا.. وشو إعلامي". اكد الاهالي انهم لن يتركوا منازلهم التي تأثرت من الحادث وتصدع معظمها الا بعد توفير شقق آدمية بديلة والتوقيع علي عقود بامتلاك تلك الشقق خاصة وانهم لايثقون في كلام المسئولين بالحي والذين لم يحركوا ساكناً ولم يشاهدوا اياً منهم بعد الانتهاء من رفع انقاض العقار المنهار. اضاف الاهالي انهم يفضلون الموت تحت انقاض منازلهم بدلاً من العيش في الشارع والموت نتيجة للبرد القارس..وحذروا من وقوع كارثة اخري قد تحدث بالعقار المجاور للعقار المنهار والمكون من 8 طوابق حيث قام صاحبه ببناء 3 طوابق اخري مخالفة وبعد وقوع الحادث تصدع معظمه واصبح سكانه مهددين بالموت المحقق وان يلقوا مصير جيرانه الضحايا. قالت الحاجة شوق احمد احدي الناجيات من العقار المنهار والتي كانت تسكن بالطابق الارضي "الحمد لله.. نجوت من الموت باعجوبة.. ولكنني اموت الآن في الشارع ففي يوم الحادث واثناء نومي فوجئت بابنتي توقظني من النوم وتؤكد لي ان زلزالاً قد حدث وان المنزل ينهار الا انني لم انتبه لكلامها وقلت لها "نامي انت بتحلمي" وبعدها فوجئت بسقوط اجزاء من السقف علي سرير النوم فأسرعت وابنتي ونجلها الصغير إلي الشارع وكأننا "في حلم" وظللنا نصرخ بشدة لتحذير باقي السكان وسرعة ترك المنزل الا انهم كانوا غارقين في النوم وبعدها اخذ المنزل ينهار جزئياً وفجأة سقط باكمله في مشهد مأساوي مرير. اضافت الحاجة شوق: طلعنا بالجلباب فقط وتركنا فلوسنا والعفش ومصوغاتنا الذهبية تحت الانقاض والآن نعيش في الشارع بلا طعام او شراب وقام اهالي المنطقة بتوفير بطاطين لنا تقينا من برد الشتاء بعدما تركنا امتعتنا وهربنا من الموت. اشارت إلي ان المسئولين بالحي وعدوها بتوفير شقة لها ولأسرتها الا انهم تركوها لبرد الشتاء ولم يحركوا ساكناً تجاهها قائلة "لا سألوا فينا.. ولا شفناهم بعد الحادثة". اضافت بأنها ترغب في شقة آدمية ولو غرفة واحدة باحدي المناطق تأويها هي واسرتها بدلاً من العيش في الشارع خاصة وان نجلها كان يستعد للزواج معها بالشقة التي انهارت ولكن احلامه تبخرت مع انهيار العمارة. قال عفت عبده احد سكان العقار المجاور ان شقته تأثرت بسبب الانهيار وتصدعت باكملها وانهار جزء من الجدران مؤكداً ان المسئولين بالحي قاموا بمعاينة العقار وقمت بالتوقيع علي قرار اخلاء من الشقة بعدما وعدونا بتوفير شقة اخري وقمنا باخراج امتعتنا والعفش واصبحنا نعيش في الشارع مشيراً إلي انه ابلغ من قبل من تلك المخالفات في الحي والمحافظة الا انهم تحركوا بعد وقوع الكارثة. صرخت والدته الحاجة ام عفت قائلة "حرام عليكم الدنيا ساقعة.. واحنا قاعدين في الشارع.. ارحمونا". اما محمد صلاح موظف فقال بأنه يفضل الموت تحت انقاض منزله بدلاً من العيش في الشارع والموت من البرد مؤكداً ان المسئولين بالمحافظة حضروا بعد وقوع الحادث ولم يشاهدوا احداً منهم حتي الآن واصفاً وعودهم بتوفير شقق بديلة لهم بالمسكنات. حذر تامر السيد من وقوع كارثة اخري بالعقار الذي يسكن به والمجاور للعقار المنهار حيث يوجد به 3 طوابق مخالفة وان المسئولين بالحي اخبروه بأنه ستتم ازالتها صباح امس الا انهم لم يحضروا. اكد الحاج خالد السيد صاحب العقار المقابل للعقار المنكوب والذي انهار جزءً منه نتيجة الانهيار ان اللجنة قامت بمعاينة المبني وطالبت باخلائه مؤقتاً لاحتياجه إلي ترميم وقام السكان بافتراش الشارع وعندما خاطبوا الحي والمسئولين في المحافظة لتوفير مأوي لهم لم يردوا عليهم واصبح السكان يعيشون في العراء.