قبل أسابيع من مقدم عيد الأضحي المبارك سجل سوق اللحوم البلدية أرقاما قياسية لم يحققهامن قبل لتصل أسعار لحوم الضأن إلي 85 حاليا ومن المتوقع أن ترتفع إلي 90 جنيها بحلول عيد الأضحي أما أسعار الكندوز فتتراوح أسعارها بين 75 جنيها في المناطق الشعبية و85 جنيها في المناطق الراقية وذلك بحسب شعبة الجزارة بالغرفة التجارية بالقاهرة. يأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي أعلنت فيه وزارتها التموين والتجارة الداخلية والزراعة عن طرح لحوم بأنواع مختلفة مجمدة ومبردة بأسعار لا تتجاوز 39 جنيها من خلال منافذها ومن خلال المجمعات الاستهلاكية إلا أن جهود الوزارتين في هذا الشأن لم تفلح في خفض أسعار اللحوم البلدية وتراهن رابطة مربي الجاموس علي اللحوم السودانية من أجل أحداث توازن في سوق اللحوم في موسم عيد الأضحي خاصة أن اللحوم السودانية لا تختلف كثيرا عن اللحوم البلدية بحسب رئيس الرابطة. 4 أيام تكفي فيما يعترف هيثم محمد نائب رئيس شعبة الجزارة بالغرفة التجارية بارتفاع أسعار اللحوم البلدية رغم ركود حركة البيع إلا أنه يلقي بالمسئولية علي الدولة التي لم تهتم بإصلاح منظومة الثروة الحيوانية المحلية رغم الحلول التي طرحتها الشعبة علي مدار السنوات الماضية مشيرا إلي أن الحكومة "تستهل" الاستيراد من الخارج لسد الفجوة الاستهلاكية دون أن تبادر لتنمية وتعظيم الثروة الحيوانية المحلية. ويرجع "محمد" أسباب الزيادة الأخيرة في أسعار اللحوم والتي وصلت إلي أرقام غير مسبوقة من قبل إلي ارتفاع أسعار الأعلاف إلي جانب زيادة سعر الكهرباء وارتفاع تكلفة النقل بعد زيادة أسعار البنزين. ويقترح هيثم محمد بعض الحلول العاجلة لمواجهة هذا الارتفاع من بينها السماح بذبح العجول الحية المستوردة من الخارج "الفرزيان" بكافة المجازر وليس المجازر الحدودية فقط لتباع هذه اللحوم لدي محلات الجزارة علي أن تضع الدولة سقف لأسعار البيع بعد احتساب التكلفة وهامش ربح مناسب مؤكدا أن ذلك سوف يخفف الضغط علي اللحوم البلدية كما يقترح أن تعمل محلات الجزارة لمدة أربعة أيام فقط في الأسبوع وهو ما يؤدي إلي الإقلال من ذبح الحيوانات وإتاحة الفرصة لنمو الثروة الحيوانية فضلا عن توفير الطاقة مشيرا إلي أن أربعة أيام كافية جدا لبيع اللحوم خا صة أن هناك ركودا بالفعل في هذا السوق بعد ارتفاع أسعاره لتتراوح أسعار لحوم الكندوز بين 75 و85 جنيها فيما بلغت أسعار الضآن إلي نحو 90 جنيها. الأسعار زادت ولكن "نعم الأسعار زادت" لكني متفائل لأول مرة فهناك إدارة جيدة للسوق من جانب وزارة التموين. يقول الدكتور سعد الحياني رئيس رابطة مربي الجاموس إن أسعار الجاموس تتراوح بين 26 و28 جنيها للكيلو القائم بينما تتراوح أسعار الأبقار بين 30 و31 جنيها مشيرا إلي أن هذه الأسعار أعلي من العام الماضي بنحو جنيهين إلا أنها لا تبرر الزيادة لدي الجزارين ويري "الحياني" أن أسعار الجزارة ينبغي ألا تزيد علي 55 جنيها للكيلو في ضوء الأسعار الحالية للحيوانات. يراهن "الحياني" علي اللحوم السودانية في ضبط سوق اللحوم لافتا إلي أن وزارة التموين لديها مخطط جيد لضبط سوق اللحوم من خلال زيادة المعروض من اللحوم المبردة عالية الجودة مثل اللحوم السودانية وهذه الخطط ليست علي المدي القصير فقط لمواجهة احتياجات العيد الكبير ولكن هناك خطط علي المدي المتوسط والطويل. قال إن الرابطة تعد حاليا دراسة للوزارة حول كيفية تخفيض أسعار اللحوم بدون الإضرار بالمنتج المحلي. حول توقعاته بالنسبة للأسعار خلال فترة العيد يقول الحياني إن العيد لن يشهد أية زيادة في أسعار اللحوم البلدية بسبب الزيادة المرتقبة في المعروض من اللحوم المبردة عالية الجودة مشيرا إلي أن بشائر رسالة العجول المهداة من دولة الإمارات ال"100 ألف رأس" سوف تنزل السوق خلال الشهر الجاري كما أن وزارة التموين أبرمت تعاقدات مع السودان علي استيراد 15 ألف عجل و30 ألف رأس من الأغنام فضلا عن استيراد عجول برازيلي وهو ما يعمل علي زيادة المعروض من اللحوم مما يحجم أية زيادات في أسعار اللحوم البلدية. ويري الحياني أن استيراد اللحوم السودانية بكميات كبيرة سوف تجبر الجزارين علي تخفيض أسعارهم. ويتحفظ محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك علي بيع لحوم العجول هدية الإمارات بأسعار تتراوح بين 40 و55 جنيها للكيلو مطالبا بضرورة تخفيض السعر. وتبيع الجمعية اللحوم السودانية عبر منافذها بسعر 45 جنيهاً للكيلو وفقا للعسقلاني الذي يطالب الحكومة بضرورة تنظيم عمليات استيراد اللحوم من السودان وإثيوبيا مشيرا إلي أن تنافس الشركات المصرية علي هذه الأسواق يؤدي إلي زيادة أسعارها لافتا إلي أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية يمكنها أن تقوم بدور في هذا المجال.
