"س. ح. م" أو "سكك حديد مصر".. الأولي في أفريقيا والشرق الأوسط. والثانية علي مستوي العالم بعد بريطانيا. منذ مطلع خمسينات القرن التاسع عشر. ورغم أنها من أكثر قطاعات النقل حيوية. إلا أنها في "السبنسة" من ناحية الخدمة والتطوير.. قطاراتها تنقل يومياً نحو 1.6 مليون راكب. في جميع أنحاء الجمهورية ويعتمد عليها الغالبة ويطلقون عليها "توصيلة الغلابة" لم تصل إليها يد التطوير والتحديث وهي التي كان يطلق عليها قديما أكثر المواصلات أمانا. الآن أصبحت أشدها خطراً. وأصبح الركاب يرددون داخلها "الراكب مفقود.. والنازل مولود". ولعل حادث قطار منوف المحترق يوم الاحد الماضي.. يمثل جرس انذار للمسئولين بهذا القطاع الحيوي بعد أن وصلت قطارات المنوفية إلي حالة يرثي لها! في البداية يقول صبحي سمرة "موظف": اعتدت ركوب القطار من محطة بركة السبع للذهاب إلي عملي بالقاهرة يوميا علي مدار 24 عاما. مشيرا إلي أن حالة القطارات مازالت لا تسر عدوا ولا حبيبا. رغم زيادة أسعار التذاكر. أوضح أن القطار رقم "4" يأتي متأخرا في بعض الأوقات بسبب سوء الاحوال الجوية أو مشكلات في خطوط السير وغيرها وقد يتوقف لحين مرور القطار "الديزل" الامر الذي يؤدي إلي تأخره عن الوصول إلي عمله مضيفا أن عدد عربات القطار قليلة لا تتجاوز 11 عربة. وبالتالي لا تستوعب الأعداد الكبيرة من الركاب. مما يتسبب في الزحام الشديد ووقوفهم علي الأبواب بالإضافة إلي تهالك المقاعد وانتشار القمامة وكذا انبعاث الروائح الكريهة من دورات المياه المليئة بالقاذورات والمقطوعة عنها المياه باستمرار. وتؤكد فاطمة حجاج "مهندسة" ان القطار رقم 543 "منوف أشمون" لا يليق بآدمية المواطنين موضحة أن الباعة الجائلين والنشالين والمتسولين ينتشرون فيه دون أدني رقابة تطبق عليهم في إطار القانون. فضلا عن خلو النوافذ من الزجاج كما أن الأبواب تكون مفتوحة بصفة مستمرة أثناء سيره. مما يسمح بدخول الأتربة. علاوة علي انقطاع الكهرباء عن كافة عربات القطار. الأمر الذي يثير الرعب والخوف لدي الركاب من نشوب المشادات والمشاجرات. نظرا لوجود البلطجية والشباب المنحرف الذي يتحرش بالسيدات والفتيات بعرباته. خاصة ليلا. ويقول رضا فهمي "أحد الأهالي": أضطر لركوب القطار من محطة تلا عند سفري الي القاهرة لقضاء بعض المصالح الشخصية وعند زيارة أقاربي. نظرا لرخص ثمن التذكرة عن سيارات الأجرة. رغم أن القطارات علي خط "طنطا أشمون" أشبه بعلبة سردين. لانها وسيلة "الغلابة" ويعتبر السفر بهذه القطارات بمثابة رحلة عذاب. مشيرا إلي أن معظم المزلقانات مازالت بدائية لم تشهد تطويرا. وأرصفة المحطات علي هذا الخط سيئة وتخلو من المقاعد والمظلات. كما أن موظف الاستعلام عن مواعيد القطارات بالمحطات دائما لا يرد علي تليفونات المواطنين ويعتبر "الحاضر الغائب". أضاف محمود عبدالوهاب "مدرس بالقاهرة" ان الركاب ينتظرون وصول القطار وبمجرد توقفه بالمحطة يتسابق الجميع في الفوز بمقعد بداخله أو مكان في طرقاته. أو الوقوف بين جرار القطار وفواصل العربات. وكذلك ركوب البعض من أعلي القضبان بعيدا عن الأرصفة. خاصة والقطار يتحرك. الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.. فضلا عن إهدار المال العام بالتزويغ من الكمساري. أكد ياسر كمال "موظف": أن بعض الركاب يصطفون علي أرفف الحقائب من شدة الزحام. ويضطر آخرون إلي وضع الشنط والأجولة والبضائع في الطرقات وأحيانا الدراجات كما أن بائعات الجبن والخضروات يفترشن الممرات بأوانيهن وبالطيور. مما يعوق الحركة داخل القطار. بالإضافة إلي عدم توافر عوامل الأمن والسلامة ومنها: طفايات الحريق أو أجهزة الإنذار. وكذلك أفراد أمن بالقطار.