كُنا في حاجة ماسة لمشروع قومي يلتف حوله الشعب كل الشعب بجميع فئاته وأعماره باعتباره أهم أعمدة الأساس التي يقوم عليها بُنيان الوطن في كافة المجالات.. ليس لليوم فقط.. بل لمئات السنين. ودون مبالغة أو تحيز أعمي أو إفراط في التفاؤل أو خداع للنفس والغير. فإن "مشروع العمر" الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أسبوع لشق قناة سويس جديدة. موازية للقناة الحالية تحت عنوان "محور تنمية قناة السويس". هو هذا المشروع القومي الذي حلمنا به وانتظرناه كثيراً. ليكون الباب الملكي للخير كله. ومنصة انطلاق لصاروخ لا يُقهر اسمه "مصر الجديدة" التي للمصريين جميعاً. لا الإخوان العملاء وأذيالهم.. مصر الموحدة "بفتح الحاء وكسرها".. مصر التي قهرت الهكسوس. والتتار. والصليبيين. والإنجليز. والفرنسيين. والعثمانيين القدامي والجُدد. والصهاينة. والأمريكان. والإخوان.. ودافعت عن الإسلام. وصدَّرت علم الإسلام إلي الدنيا بأسرها. بل صدَّرته إلي البلد الذي نزل فيه الإسلام. كما قال الإمام "محمد متولي الشعراوي".. مصر الأزهر والكنيسة.. مصر كل الأديان. وتعالوا نُعدد بعض وليس كل فوائد ومزايا هذا المشروع القومي العملاق: * المشروع سيكون مصرياً خالصاً.. أي أنه ملك لشعب مصر الذي سيموله من خلال أسهم. يُسدد منها تكاليف الشركات "المصرية" التي ستحفر القناة الجديدة.. وبالتالي لن يجهض هذا الهدف الأساسي تمويل خارجي أو قرض تدفع الأجيال القادمة أعباء الدَيْن. وتلتهم الثمار التي سيجنيها. وتتحكم في قرارنا. * المشروع سيكون تحت إشراف القوات المسلحة.. ومن المؤكد أنه ليس هناك أدني شك في هذه المؤسسة الوطنية العظيمة.. كما أن الجيش المصري خير أجناد الأرض. هو الذي سينفذ البنية التحتية. ويحمي المرور في القناتين. ويحافظ علي الأرض التي حاولت دول عظمي وصغري. وهاموشية. فصل القناة عن جسد الأم كبداية للتقسيم بمباركة إخوانية قذرة. * شق قناة موازية في حد ذاته له إيجابيات كثيرة: أولاً.. يجعل القناة اتجاهين في آن واحد. بدلاً من قافلتي الشمال والجنوب. مما يقلل زمن الرحلة. ويزيد من عدد السفن العابرة. ويضاعف الدخل وأكثر. ثانياً.. يجعل هذا المحور أكبر وأهم ميناء في العالم. ثالثاً.. يبدد أحلام إسرائيل في شق قناة بين إيلات وحيفا. والذي أعده الكيان الصهيوني. لضرب قناة السويس. خاصة أن السيسي طلب إنجاز المشروع في سنة واحدة. وهي مدة ليست في استطاعة الصهاينة إتمام مشروعهم فيها. * المشروع سيدر ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنوياً. أي ما يعادل 700 مليار جنيه. وتخيلوا أنتم ماذا يمكن أن يفعل هذا المبلغ في كل مناحي الحياة؟!!.. مؤكد ستكون مصر وقتها غير مصر الآن.. ستكون جنة الله في الأرض. هذه أهم أربع فوائد ومزايا.. ذكرتها حتي يخرس كل من في نفسه غرض. وفي قلبه مرض. ومازال أعمي. أو يتعامي عن الحقيقة الناصعة.. ويقيني أن هؤلاء المغيبين سيظلون عُمياناً. وسيُحشرون يوم القيامة عُمياناً. غداً بإذن الله.. مع "مخاوف مشروعة".